للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القادة، وأن التقدم الإنساني وهم من الأوهام، وأن القوة هي السلطان الأعلى في الزمن القديم وفي الزمن الحديث، وأن التواريخ والآداب لا ينبغي أن تفهم ولا أن تدرس إلا على هذا الاعتبار.

مشكلة التعليم في الغرب هي: هل يتعلم الشاب على دين العصبية الوطنية والغلو في تمجيد الذات وتغليب الوطن على جميع الأوطان، أو يتعلم الشاب على دين المعاونة الإنسانية والعقائد التي تمثلها عصبة الأمم ويبشر بها دعاة الوحدة العالمية

مشكلة التعليم في الغرب هي: هل يتعلم الشاب على اعتقاد أن الآداب والفنون والأديان هي ترجمان طبقة واحدة أو سلاح طبقة واحدة في حرب الطبقات، أو يتعلم الشاب على اعتقاد أن الآداب والفنون والأديان هي ثروة بني الإنسان جميعا من قديم الزمان، وستظل ثروتهم جميعاً إلى آخر الزمان.

تلك هي مشاكل التعليم الحقيقية أو هي بعض مشاكله الكثيرة في العهد الحاضر، وليست هي عدد الفصول وعدد المدارس والمدرسين وأماكن الامتحان

ومشكلة الامتحان عندهم ليست هي الخيام التي تقام أو لا تقام، وإنما هي البحث في الوسيلة الصحيحة لاختبار الملكات الذهنية والنفسية: هل هي بالسؤال والجواب، أو هي بالملاحظة الطويلة في أثناء العمل، أو هي بالاختبارات (الإيحائية غير المباشرة) التي تكشف القوى الكامنة دون سؤال صريح في ظاهر الموضوع.

وقبل أن يصلوا إلى مشكلة الامتحان تقوم مشكلة أخرى وهي مشكلة المواد التي يجري فيها الامتحان وتقسيم الدارسين على حسب تقسيم الدروس

فهل العقول الإنسانية لا تنقسم إلا إلى عقل عالم وعقل أديب! أو هناك أقسام شتى يدخل فيها العقل الفنان، والعقل الصنع، والعقل الإداري، والعقل المشارك في المداورات الاجتماعية الذي يربح بحسن الدخول بين الناس مالاً يربحه أعلم العلماء ولا أبرع الأدباء بالنجاح في ميادين العلوم والآداب؟

وهل حتم على العقول الإنسانية جميعاً أن تتذوق الرياضة والجغرافيا والكيمياء وإلا كانت ناقصة معيبة، أو هناك عوالم للتفكير والشعور وراء الرياضا والجغرافيا والكيمياء، وهناك عقول تصلح لهذه العوالم وإن كانت لا تصلح لما عهدناه من برامج الدروس

<<  <  ج:
ص:  >  >>