للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هفواً

وإذا احب الناس أن يفتشوا عناصرهم، ويفحصوا مستقصين عن جراثيمهم صاروا إلى المقالة العربية المشهورة التي لخصها أبن خلدون وأوضحها الأئمة دروين والأستاذ (أرنست هيكل) وهكلسي وبخنر وغيرهم وفصلوها تفصيلاً. وهذا تلخيص المقالة:

(أنظر إلى عالم التكوين كيف أبتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج. آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش ومالا بذر له. وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط. ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن أخر أفق منها مستعد الاستعداد الغريب لأن يصير أفق الذي بعده، واتسع عالم الحيوان، وتعددت أنواعه وانتهى في تدريج التكوين إلى الإنسان)

وقد سمعت العلامة الأستاذ الكبير السيد عبد العزيز الثعالبي أيده الله وقواه يقول في أحد مجالسه في الإسكندرية: (إن الناسخين حذفوا عبارة مهمة من قول ابن خلدون مستحين منها)

(والله لا يستحي من الحق) وهل في الدين والعلم حياء يا أبناء. . . يا عترة الفلحس واخوة الرباح والأمة الفرنسية - وما غيرها إلا مثلها - ملفقة مؤلفة (كما ذكر كاتب في مبحث في مجلة أسبوعية قبل الحرب المعلومة - من ثلاثة وعشرين جنساً، منها العربي. وكل واحد من القوم يقول اليوم منتفخاً: أنا فرنسي، أنا فرنسي. أنا ابن الغول وقد يكون (المقيم) في تونس ووالي الجزائر والضيزن الفرنسي في المغرب الأقصى (مراكش) المنكمشون الجادون في تثبيت دين محمد. . . وارساخ اللسان المبين. . . في الأقاليم المغربية - من قحطان. وقد يكون ظهراء (الظهير البربري) من قريش الظواهر أو من قريش البطاح فهل نقول لهم: يا سلالة عدنان، ويا فتيات قحطان. . .

وبعد فالقصيدة علوية جارمية وعربية علوية والأستاذ الجارم أديب كبير، و (عربي مصري) كريم، وما ظلم على قومه العرب المصريين؛ ولكن القافية - والقصيدة على الباء - كانت من الظالمين. . .

الإسكندرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>