بعض هؤلاء الأصحاب والمديرين سيثور عليّ، وسيحاول عبثاً أن يدافع عن نفسه وعن مدرسته بمختلف الأعذار وشتى الادعاءات. ولكن ما حيلتي وهذا الحقائق الصارمة الصارخة تعلن عن وجودها على لسان المدرسين والطلبة وأوليا الأمور جميعاً؟؟
مثالنا السيئ هو جمعية تعمل للخير وكرم الأخلاق كما قلت، وتتخذ من بعض الشخصيات الكبيرة الساذجة أصناماً تتقدم بها للجمهور كما يغفل عن أسرارها ومخازيها. وقد رأت هذه الجمعية أن المدارس من أربح الوسائل وأشرفها مظهراً، فراحت تفتح منها ما تستطيع فتحة وتحشد فيها ما يزيد على الألف تلميذ وتلميذة!! فهل تدري من يدبر أمور هؤلاء التلاميذ؟ ومن يقوم بتعليمهم؟ وأين تذهب أموالهم؟
أما المدبر أو المدير كما يدعونه فهو رجل متعلم ولكنه عجيب الأطوار، محب للسلطة والاستبداد، سماع للأكاذيب والوشايات معتوه أو كالمعتوه، لأنه سب يوماً أمامي وأمام التلاميذ جميعاً في (طابور) الصباح أستاذ الدين ورئيس (المطبخ) سباً مقذعاً بينما كان الأستاذ المسكين واقفاً وسط التلاميذ، ولأنه أحذ هراوته مرة وجرى بها خلف خادم صغير على مرأى من بنات المدرسة وكن واقفات يتأهبن لسماع نصائحه الغالية في الفناء الكبير! ثم هو فضلاً عن ذلك مادي جشع قد احتكر لنفسه إيراد المطعم والمقصف وتنظيف الأحذية لقاء ما يقول به من إدارة بريئة وإشراف نزيه!. وقد لا يكون في ذلك إثم كبير لولا ما يقدم للتلاميذ من طعام سيئ، ولولا ما يحملهم به على هذا الطعام وذلك التنظيف من ألوان العسف والامتهان والحرمان والتعنيف مما لا أول له ولا آخر
وأما المدرسون فهم مجموعة متنافرة يطغى فيهم العنصر غير الفني على الفني، لأن فيهم راسب الكفاءة والبكالوريا أو حاملها مع فريق من سيدات ورجال التعليم الإلزامي ممن لم يجدوا عملاً في الحكومة فجاءوا إلى هذه المدارس الابتدائية الأهلية يلتمسون فيها عيشاً. ويضاف إلى أولئك وهؤلاء واحد أو اثنان من الفنيين لإدارة حركة المدرسية بهذا (الطقم) العجيب الذي لا استعداد فيه للتعاون والعمل بتلك المبادئ التي اصطلح الناس على أنها أصول للتربية الصحيحة والتعليم السليم! فماذا تريد بعد هذا وقد رأيت الرأس معتلاً والأعضاء خائرة منهوكة؟ قل ما شئت من إرهاق لهؤلاء المدرسين ومن انتدابهم ليعملوا ككتبة في شئون الجمعية الخاصة والعامة. وقل ما شئت من تضافر القوى في الجمعية على