عن الرافعي في أعماقه، وأرتنا أهم عناصر حقده، ولكنها ليست الوحيدة فأسمعه يقول:
(نصيحتي لكل من أبغض من حب، ألا يحتفل بأن صاحبته (غاظته) وأن يكبر نفسه عن أن يغيظ امرأة. إنه متى أرخى هذين الطرفين سقطت هي بعيداً عن قلبه، فأنها معلقة إلى قلبه في هذين الخيطين من نفسه)
أرأيت!. . . إن الحبيبة بعد انقطاع الحب، لا تتعلق بنفس من كان يحبها إلا بخيطين أثنين: غيظها له، وغيظه لها! ولا شيء وراء ذلك!
أما أن تكون معلقة بالذكريات المختلفة الألوان، وبالساعات والدقائق والثواني التي ضمتهما في عمرهما، وبالآمال المحطمة في قلوبهما، وبالفجيعة الدامية في حبهما، وبالصور المتعاقبة من إقبالهما، وإدبارهما. . . ومن. ومن. مما لا يستطاع حصره بعد أن تهدأ فورة الحب في النفس، ويأخذ المحب في الاستعادة والتذكر والإحصاء والتسجيل - أما كل ذلك فلا وجود له عند الرافعي. وإنما يوجد خيطان اثنان من نسيج واحد، هو نسيج الغيظ والغل والحقد، والتيبس في الشعور!
وبعد فقد طال الحديث، ووراء هذه الأمثلة التي ضربتها، أمثلة أخرى من نوعها، وفي كل صفحة من الكتاب أمثال غيرها فلا داعي للتكرار
على أن هناك حديثاً عن (ذوق الرافعي) في التعبير وذوقه في النقد وموعدي به كلمة أخرى