للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملائكة الأرض ليكون مثلا أعلى للناس دائما

ماذا يضيرني إذا قلت للمخطئ إنك مخطئ بدلا من أن أقول له إنك غبي. . . بليد. . . لا، بل يجب عليّ - وأنا أديب - أن أحتال في إفهام المخطئ خطأه من غير أن أصارحه به ما دام هناك شعور رقيق وإحساس مرهف. وما دمنا نحمل بين جوانحنا الإنسانية المتأدبة التي تحتم علينا الإحسان والرفق والمودة فلن نجد إلى غيرها سبيلاً

أرأيت ما الذي أثار الرافعي والعقاد تلك الثورة المشهورة؟ أليس رضاء النفس والشهوة والكبرياء بما حصل، أليست تلك زلة الإنسانية التي أبتلى الله بها البشر؟

آه! ما أحوجنا إلى أدب صاحب الرسالة عسى أن نلتقي جميعاً ذلك اللقاء المحبب ونضم تلك الأجنحة بعضها إلى البعض لتطير في آفاق الجمال واللذة والنور وندخل في عالمنا الحافل المليء بأعاجيب السحر وأناشيد الخلود، ذلك خير مستقر وأحسن موئلا

وأخيراً أرجو الأستاذ قطب أن يحسن بي الظن ما استطاع وألا يظن أني قصدته وحده فيما كتبته. إن ذلك عام ما خصصت به أحداً، وإنما كان الأستاذ قطب السبب في ذلك ليس غير، فله شكري وأخوتي ومحبتي هو وإخوانه الأدباء

(دمشق)

عبد الفتاح غندورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>