كانت حفلة الطيران ممتعة من كل جانب وقد خبلت عقلي فلم أتنبه إلى أن مكاني كان قريباً جداً من مكان جلالة الملك. ولو كنت تنبهت لتشرفت بمصافحته وهنأته بما وصلت إليه القوة الجوية في العراق
وبعد أيام شهدت حفلة الكشافة وهي تجل عن الوصف، وهي الشاهد على أن شبان العراق نقلوا إلى بلادهم أقوى مظاهر التمدن الحديث
وبفضل هذه الحفلة عرفت كيف أنشئ في دار المعلمين العالية فرعاً للألعاب الرياضية
كان في الحفلة كشافون وكشافات وكان من تقاليد الكشافين أن يحيوا المقصورة الملكية فيرد عليهم جلالة الملك بتحية أرق وألطف، أما الكشافات فكن يمررن على المقصورة الملكية بلا تسليم
آه ثم آه من دلال الملاح!
داويت قلبي بهذه الشواغل التي أتاحها موسم الحفلات في بغداد وحسبت أني نجوت من عقابيل الصبابة الباغية
ولكن هيهات
ثم لطف الله فحضرت ظمياء.
- إيش لونك يا دكتور؟
- بخير وعافية يا ظمياء، لولا الذي تعلمين، وإيش لون ليلى؟
- في عافية الفرس الجموح
- ومتى أراها يا ظمياء؟
- لن تراها إلا إذا استغفرت من ذنوبك؟
- وهل للأطفال ذنوب يا ظمياء؟
- إسمع يا دكتور، إن الدسائس حولك كثيرة جداً، وليلى توجه إليك تهمات تهد الجبال
- أنا متهم يا ظمياء؟ متهم في بغداد؟ وعند ليلاي؟ آمنت بالله، وكفرت بالحب!
- تشجع واحتمل الصدمات، فقد عشت دهرك من الشجعان ومن الصابرين.