للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كما كانت ترجو وتتمنى

وفي سنة ١٩٢٣ حدث في اليابان زلزال شديد فعاونتها الصين والصينيون بكل قواهم وعطفوا عليها وجمعوا الأموال لمساعدتها ولكنها جزت الحسنة بالسيئة فأرسلت سنة ١٩٢٦ جيشًا كبيراً إلى الصين ليمنع تقدم الجيش الصيني الذي أرادت الحكومة الصينية أن تخمد به الملكيين

وأتفق أن كتب رئيس وزراء اليابان الأسبق عريضته السرية التي عرضها على إمبراطور اليابان في شأن استعمار الصين فآسيا كلها، وقال فيها:

(إن في خطة إمبراطوريتنا الثالثة أن نستعمر منشوريا ومنغوليا والصين كلها. ولكن قبل أن نستعمر الصين الداخلية يجب أن نستعمر منشوريا ومنغوليا كما أننا نستعمر آسيا بعد أن نملك الصين كلها ليعلم العالم بذلك أن آسيا الشرقية آسيانا فلا يعتدي عليها أحد)

وبهذا ترى اليابان تصرح بإرادتها في استعمار آسيا كلها

ولما كان الفيضان سنة ١٩٣١ عم اغلب البلاد الصينية وشمل اكثر من ١٠٠ مليون نسمة عطف عليها العالم أجمع وساعدها مادياً وأدبياً إلا اليابان التي لم تحرك ساكناً في تلك المساعدة ناسية حق الجوار متناسية الجميل، لم تفعل هذا فحسب بل قد اغتنمت تلك الفرصة وتلك الحالة المحزنة في الصين واحتلت مكدون عاصمة منشوريا ورفضت قرار عصبة الأمم بل وانسحبت منها كأنها تثور على العالم أجمع

وبعد ذلك حاصرت اليابان سواحل الصين وضربت شنغهاي واحتلت ولايات الصين الشمالية الأربع وكونت حكومة غير مشروعة. وهي مع ذلك تساعد على نشر المخدرات في المناطق التي احتلتها وتساعد المهربين بجنودها المسلحة وترسل الجيوش إلى الصين بدون استئذان وتطير في الجو الصيني بطائراتها فاحتجت حكومتنا على هذا التصرف السيئ غير المشروع وفاوضتها، ولكن الاحتجاج والمفاوضة لم يجديا نفعاً ولا فائدة

لم تزل اليابان تسير على خطتها الاستعمارية فبعثت رسلا إلى شمال الصين يحرضون حكام الولايات الشمالية على الانفصال عن الصين فلم ينجحوا. فغيرت خطتها البطيئة الخفية بالسريعة المكشوفة فأرسلت جيوشها فاحتلت مدينة وانبين بجوار بكين (٧ يوليو سنة ١٩٣٧) وقت استعراض الجيوش اليابانية قرب لوكاوشاو، ولم ينجح الصينيون في منعهم،

<<  <  ج:
ص:  >  >>