فكان ذلك بدء الحرب المدمرة الطاحنة الغاشمة المخربة الحالية
والآن لا يمكن أن يصبر أحد من الصينيين على اعتداء اليابان على بلادهم، وليس ذلك من جهة الوطنية فقط بل ومن جهة الإنسانية والحق أيضاً. فالحكومة الصينية لا يمكنها السكوت على ضياع بلادها واقتطاعها جزءاً جزءاً مع حبها للسلم، لأن الصبر على ذلك يهين الحق ويعذب الإنسانية ويسم الصينيين بسمة الجبن فلابد إذن من المقاومة، وقد قال القائد العام المارشال تشانج كاي شيك: لا نترك السلم ما كان لنا أمل فيه ولا نقوم بالتضحية ما دام وقتها لم يحن. والآن قد أنقطع أمل السلم وحان وقت التضحية فبدأت تتجمع قوات الحكومة الجرارة في الدفاع عن البلاد حتى تنال الفوز الأخير ولو غرقت البلاد الواسعة العريقة في الحضارة كلها والأهالي جميعاً في الدماء
لهذا قد اتحدت الصين حكومة وشعباً في الدفاع عن البلاد ومقاومة اليابان
والمسلمون في الصين كذلك متحدون مع غيرهم في الدفاع عن الوطن لأنهم يعرفون أن حب الوطن من الإيمان وأن الجهاد في سبيل الحق والإنسانية هو الجهاد في سبيل الدين الصحيح
وقد اشترك بعضهم في الحرب تحت إمرة القواد المسلمين المشهورين، وقام غيرهم على إنقاذ المنكوبين وشؤون التمريض وغير ذلك وسعى آخرون في نشر الدعاية للصين واتحاد المسلمين في العالم ليقفوا إلى جانب المسلمين في الصين بوجه المعتدين المخالفين للإنسانية والحق والدين الصحيح
والآن لا يمكننا أن نصبر على اعتداء دولة أجنبية على وطننا ولا على إضرار المعتدي الأثيم لإخواننا المسلمين في بلادنا، فلذلك وضعنا هذا الخطاب لنبين لإخواننا المسلمين في العالم ومن احب السلام والحق ما لاقاه المسلمون وغيرهم في الصين من المحنة العظمى والحرب المشؤومة رجاء أن يحكموا بالعدل وأن يقوموا بعمل إيجابي يعاقب به المعتدي أدبياً ومادياً فيعاديه السلام العالمي ويحقق به غرض الإسلام الأسمى لأن الله يأمرنا بالتعاون على الخير والمصلحة إذ قال:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقال سبحانه وتعالى أيضاً: (إنه لا يحب المعتدين)