له، أو كيف وقد قرءوا ولم يقدروا ما كتب عن الطفولة يوم العيد في مقالة (اجتلاء العيد)
ثم أخذت في قراءة المقال الثاني من مقالات المشكلة، انظر إلى استخراجه معنى الغيب من كلام المصلح المنتظر، ونابغة القرن العشرين، وإذا بصوت أسمعه رفع عيني وأرهف أذني، وأصغيت أتسمع لذلك الصوت ولآخر يجيبه، ولم يستغرق الصوتان إلا هنيهة أرخيت بعدها جفني أتأمل رنين الصوتين في نفسي فوجدتها مهتزة بمعان شعرت أني لا أحسن تصويرها لو حاولت. فقلت: قضية ولا أبا أحسن لها. لو كنت الرافعي!
وكان الصوت ينادي:(ما - ما) وكان الذي يجيبه صوت أمه هبت من منامها تقول: (نعم - حاضر) وقد رشح الصوتان إلى من خلال الجدار
كان الصوت صوت أبني المريض قد تماثل للشفاء بحمد الله ينادي أمه لبعض شأنه، فكان جوابها ذينك اللفظين تفصل بينها لحظة. وكان أحد اللفظين جواباً على النداء الذي سمعت، والثاني على الطلب الذي لم أسمع؛ وكان حس حركة في الغرفة يشير إلى بقية الجواب. وكان للنداء والجواب وقع في نفسي وشجن لا عهد لي به. ولست أدري أهي الرقة التي يجدها الوالد لطفله المريض، أم هي روح الرافعي في ما قرأت وفي ما كنت أقرأ هيأت نفسي فازداد تأثرها بذينك الصوتين حتى جاشت لهما؛ لكن الذي أدريه أني لو كنت الرافعي في ساعتي الحاضرة لأخرجت للناس من خير ما أخرج لهم رحمة الله عليه في (وحي القلم)