للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولد، وليس كوكباً يشرق ويغرب وينطفئ يا عبدة الكواكب، وليس يرمز إليه بالنار التي توقد من الطين وشجر الطين أيها المجوس، وليس يطلب عذاب الجسد أيها الهنود، وليس القوة كل شيء في سياسة الحياة أيها الرومان، وخففوا من الفلسفة الشاردة وبلبلة الأفكار أيها اليونان. . .

فتقول له الوثنية العربية والجاهلية العريقة: يا ابن أبي كبشة. . أأنت تتكلم من في السماء؟! أألقي الذكر عليك من بيننا؟! إنك لمجنون. . . إن أنت إلا ساحر. . . إن أنت إلا مسحور. . .

وتقول له الأديان والمذاهب والفلسفات: من أنت أيها الصحراوي الأمي حتى تكون المهيمن على الأديان والمذاهب وصاحب البلاغ الأخير من السماء إلى الأرض؟ ما هي ثقافتك؟ أتعرف فلسفة سقراط وطب بقراط وحكمة أفلاطون وافلوطين. .؟

فيقول لهؤلاء جميعاً: (لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله)

إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ. . .) (إنما أعظكم بواحدة: أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة. . .)

وتقول له السماء: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن). (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الأيمان، ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا) (فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين) (واصبر لحكم ربك فإِنك بأعيننا)

فيمضي بطريقه المملوء بالأشواك والأوعار والمؤامرات والمكايدات حتى يظهر الله كتابه ويبسط سلطانه على مراكز الحضارات. وها أنتم أولاء تسمعون صدى ذكراه في جوف الليل. . بعد ألف وكذا من السنوات. وسيسمع الدنيا حديثه دائماً

سيداتي سادتي:

لماذا ندير حديث الذكرى المحمدية مثنى وثلاث ورباع وأكثر؟ لماذا نملأ الأجواء بضجة التهليل والتمجيد لروح محمد ومجد محمد؟

لماذا ترغم بغداد ودمشق والقاهرة وصنعاء وأنقرة وطهران وكابل وكل عاصمة عربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>