القوة التي اختارها الله لحمل رسالته الأخيرة وقوة الله لا تغلب (والله أعلم حيث يجعل رسالته) وقد تكهرب الجو وتكهربت نفوس المسلمين والعرب، وامتلأت الأفواء باللعنات والسخط والحقد، ودب دبيب إحساس جديد في جميع الأقطار العربية. واقسم بالقدر وقوانينه وبسنن الله التي لا تتخلف نتيجة فيها نتيجة عن مقدماتها. . . أني أحس أن الزمن يتمخض عن شيء هائل! وأن أجواف المسلمين وقلوبهم تغلي الآن لأنهم يوقدون على قلوبهم بالحديد والنار في فلسطين!
أيها المسلمون! أيها العرب! تربصوا واستعدوا واغسلوا قلوبكم بتراب محمد الذي في كل ذرة من ذراته قطرة دم مقدس من هريق في سبيل مجدكم وعزكم. ولا تهابوا شيئاً ولا تفرضوا الفروض الوهمية أيها السياسيون
يا أسبوع الذكرى. . . ذكرى مطهر الأرض من قذارة الروح وقذارة العقل وقذارة الجسم. . . طهر نفوس المسلمين، واغسلها من الأوهام والضعف والجهالات!
أيقظهم من تحذير البنج المعطر الذي خدرتهم به سحرة أوربا لأجراء عملية جراحية عظيمة في جسومهم إلا وهي إخراج قلوبهم العظيمة الموروثة من ميراث محمد، ووضع قلوب صغيرة حقيرة منخوبة كافرة في موضوعها!
ارفع عن عيونهم المناظير الملونة المكيرة للتوافه التي تريهم الهر أسداً والحبل جبلاً، والجزية حرية، والرصاص ذهباً!
ارفعها عن عيونهم حتى لا يخدعوا بالعناوين التي لا وراء منها وحتى لا يخدعوا بالتراب المزوق عن اللباب المحض والصفو الخالص؟
يا أيتها الأيام السبعة كوني صلوات سبعاً تعيد إلى المسلمين الإيمان بأن منقذهم في السياسة والأخلاق والاقتصاد والحرب والسلم لن يكون غير محمد صاحب الذكرى ورجل الدنيا!
اجعلي صباحاتك السبع إشراقاً وضياء بالأمل والعمل
احفظي كل كلمة من كلمات الخطباء والشعراء والمنشدين من الضياع.
سجليها في أعصاب سامعيها حتى تستحيل إلى أجراس دائمة الرنة والدعوة إلى استحضار صوت النبي في الضمائر آمراً: جاهدوا وادأبوا وكابدوا، صارخاً: طالبوا وغالبوا وصابروا ورابطوا.