وملتون، وفي فرنسا هوجو ولامارتين، قد أخلى الطريق لغيره من المذاهب التي خلفته شأن مذهب الرمزية وكل مذهب أتى أو قائم أو سيأتي. . .
ولكن لا ينكر أحد فضل الرومانتيكية في الأدبين الإنجليزي والفرنسي وأنها كانت من العوامل المؤثرة في نشوء المذاهب التي أعقبتها. وهكذا فعلت الرمزية إذ أثرت فيما خلفها من المذاهب.
بل إن مذهب السوفوسطائيين في الفلسفة الذي ذكره الأستاذ في مقاله كان له أكبر الفضل في نشوء الفلسفة السقراطية وتلك الآراء والتعاليم القيمة التي أبتدعها سقراط وحمل لواءها أفلاطون من بعده؛ ثم كانت أساساً لتلميذه الفذ أرسطو. ولا يخفي أن من السوفوسطائيين من كانوا يلمسون الحقيقة في بعض المواقف حيث يخطئها سقراط نفسه. (أنظر محاورة بروتا جوارس) بين سقراط وشيخ السوفسطائيين الذي سميت المحاورة باسمه.
ولعلي في هذه الكلمة قد جلوت بعض نواحي الأشكال والغموض اللذين أثارهما مقال الأستاذ عزت الأخير؛ ولعله في مقالاته الآتية يتفضل بمراعاة التحديد وعدم الخلط بين المذاهب الفلسفية وآراء الفلاسفة وبين المذاهب في الآداب والشعر.