- أما تعرف كيف تدافع عن نفسك؟ أنا ألقنك الدفاع عن نفسك. قل إنك تعشق جميع الصور وتهيم بجميع المعاني
- هاتي يدك أقبلها يا ظمياء
- أعجبك كلامي؟
- ما هذا كلاماً، إن هو إلا سحر مبين، فأنا حقاً أعشق جميع الصور وأهيم بجميع المعاني؛ وظواهر الوجود هي عندي صور شعرية تموج بألوان السحر والفتون. الدنيا يا ظمياء لوحة فنية صاغها بديع الأرض والسموات، فما فيها من حسن فهو صنع فنان، وما فيها من قبح صُنْع فنّان، فأنا أدرس المحاسن والمساوي بذوق واحد. وقد أتفلسف يا ظمياء فأزعم أن خَلْق الوجه الدميم أصعب من خلق الوجه الوسيم. وعلى أهل الدمامة أن يشكروا خالقهم فقد سوّاهم بعناية، ثم تلطف فأباحهم التقلب في بقاع الأرض، وجعل لهم في دولة القبح سلطاناً. فان لم يشكر هؤلاء القباح خالقهم فسأشكره بالنيابة عنهم، وسأتصدق عليهم بالعطف والحنان
- دكتور، أنا أحبك!
- وأنا أبغضك يا ظمياء!
- أقول لليلى إنك أحسنت الدفاع عن اتهامك بالشيوعية في الحب؟
- ما تهمني ليلى، وإنما يهمني أن أحاسب خالق ليلى
- احترس يا دكتور، فهذا كفران
- سأحاسب ربي قبل أن يحاسبني، فما قضيت شبابي في دراسة الأدب والفلسفة إلا لأعرف كيف أناقشه الحساب، وسوف تنظرين