يذكره بأن الحقد على العرب الذين خذلوا تركيا في الحرب لا يصح أن ينسيه فضل العرب الأبرار الذين نقلوا إلى تركيا بذور الإيمان بالله والرسول؟
هل قام رجل مؤمن يقول للأتراك: هبوا سيئات الحاضر لحسنات الماضي؟
هل قام رجل مؤمن يقول لأهل إيران: إن العرب إخوانكم في الله فلا تجرحوا إحساسهم بهجر الحروف العربية؟
لقد قمت بهذا الواجب وحدي فأقنعت وزيرين في العراق، وفكرتُ في الهجرة إلى إيران لأصلح ذات البين بين العرب والفرس. ولكن كيف وأنا رجل يرهقه جدول الدروس وتنهب عافيته دفاتر التلاميذ؟
لقد زار بغداد منذ أشهر صحفي إيراني ودعائي الأستاذ إبراهيم حلمي للتسليم عليه، فلم أستطيع مخاطبة بغير الفرنسية، مع أنه نشأ في وطن كان بعض أهله لا يعرفون غير العربية، ولذلك الصحفي جريدة تصدر بلغتين هما الفارسية والفرنسية، ولو كنا حفظنا العهد لكانت اللغة الثانية عربية لا فرنسية
- يظهر أنك مؤمن يا دكتور
- أنا ملحد يا ظمياء، فما يسرني أبداً أن أحشر نفسي في زمرة المسلمين الغافلين الذين يفكرون في إصلاح الوثنية الهندية ويغفلون عن هداية الثائرين على الإسلام في بلاد كانت من الدرر اللوامع في تاريخ الإسلام
- أنت مؤمن يا دكتور
- أنا كافر يا ظمياء
- أعوذ بالله!
- وأنا أعوذ بالشيطان!
- تعوذ بالشيطان؟ يظهر أنك ملحد حقاً وصدقاً
- اسمي يا ظمياء، الشيطان مخلوق شريف لأنه لا ينافق، فهو يعلن في كل وقت أنه من الضالين المضلين، ولو كشف كل إنسان عن سريرته كما كشف الشيطان عن سريرته لأصبحنا جميعاً من الملائكة لا من الشياطين