الأصدقاء. والإسلام قوة يتودد إليها هتلر وموسوليني، وتشقى روما ولندن وباريس وبرلين في التعرف إلى مدارج هواه، وليس في بلاد الله قوة سياسية إلا وهي تحسب ألف حساب لغضب المصحف فما ذنبي عند ليلى أعلنتُ إسلامي؟ ما ذنبي عند ليلى وأنا أخلق لقومي وقومها جيوشاً من العواطف والقلوب؟
- ولكن الإسلام غير العروبة
- تلك يا ظمياء دسيسة استعمارية، هي دسيسة حيكتْ شباكها لتقويض الإمبراطورية العثمانية. وقد تقوضت لأن الأتراك عجزت حيلتهم عن قرض خيوط تلك السياسة، فهم اليوم أمة من الأمم، وكانوا بفضل الإسلام سادة المشرقين
- احترس يا دكتور فهذه سياسة، والسياسة محرمة على الموظف
أعترف أني موظف في حكومة العراق، ولكن لا خوف. فأنا أتهيب الشر في كل أرض، إلا في العراق؛ وأعتقد أن حكومة العراق لا تصادر حرية الرأي إلا إذا صدرت عن المنافقين، وقد حماني الله من النفاق. وقد عجب ناس من أن تسكت عني حكومة العراق على كثرة ما قلبت من وجوه الآراء في الصحف والمجلات. فليفهم الدساسون أن حكومة العراق فوق ما يظنون، والله من وراء الدساسين محيط، وسوف يعلمون
- إن العراق يثق بك ويعطف عليك يا دكتور
- وفي حماية تلك الثقة وذلك العطف أقول: إن أوربا اللئيمة خلقت فكرة لتقسيم أهل الشرق إلى عرب ومسلمين، وقد أحسست هذا المعنى حين بدأت أتعلم اللغة الفارسية في باريس سنة ١٩٢٧ فقد رأيت معجما فارسيا فرنسيا نشر منذ أكثر من أربعين سنة وفي مقدمته تحريض صريح على قطع الصلات بين العرب والفُرس؛ وأعتقد أن مقدمة ذلك المعجم هي السبب في ثورة الأتراك والإيرانيين على الحروف العربية
- أخطأ الأتراك وسيخطئ الإيرانيون
- وماذا صنعنا لدفع هذا الخطأ يا ظمياء؟ لقد تجشمت مشيخة الأزهر ما تجشمت وأنفقت ما أنفقتْ، لترسل بعثة من العلماء إلى الهند، فهل فكرت هذه المشيخة في إرسال بعثة إلى تركيا أو إيران؟ هل فكرت مشيخة الأزهر في إرسال رجل أو رجلين لتذكير الفرس بماضيهم في خدمة اللغة العربية؟ هل فكرت في إرسال وفد إلى الغازي مصطفى كمال