حولوا عنه مجرى الماء إلى أقنية فخارية رميلة تمتد على جانبي السيق، على طول كل من الجبلين العظيمين القائم بينهما، وتوصل هاتان القناتان جبل خيتة بجبل الرملة، وتوجد على امتداد كل منهما آثار جدران ضخمة متداعية، كانت تقوم مقام السدود عند اشتداد تدفق الماء، وعند حدوث الفيضان. ويبلغ علو كل من هذين الجبلين اللذين يخترقها السيق نحو مائة متر تقريباً، وينبت في وسطهما في بعض الجهات شجيرات صغيرة من الدقلي والتين البري العاقر، ومما لاشك فيه أنهما كانا مزينين بطائفة من التماثيل البديعة التي تدل عليها مواضعها المحفورة، والتي عبثت بها الأيام فيما عبثت من آثار بترا الرائعة. وقد كان مدخل السيق سابقاً مزيناً بالأقواس الرميلة الجميلة التي تشبه شكل قوس قزح، وبالمحاريب الشاهقة الجميلة التي لا تزال آثارها الرائعة تنطق بسالف عظمتها وغابر مجدها بدليل ما اكتشف عليها من النقوش النبطية الكثيرة. . .