الشكل، يربط بعضها ببعض أقواس جميلة، تقوم بينها طائفة من التماثيل المشوهة، وفوق البهو (الكنيسة) الهياكل الثلاثة وهي تشبه هياكل معبد إيزيس إلاَّ أنها أكبر منها حجماً أما القبة فتتوج الهيكل الأوسط منها، وهي تتألف من قسمين يبلغ علوها معاً تسعة أمتار، ومحراب يناهز هذا العلوَّ أيضاً. وتتسع مساحة القسم الأسفل من القبة لنحو (٥٠) رجلا أو أكثر. وهي ما تزال مشمخرة في الفضاء، ساخرة من عبث الأقدار وكر الحوادث الكبار.
أساطير طريفة
يسكن بترا فريق - عشيرة - من البدو، وقد سلمت إليهم يد الدهر والأقدار أطلال حضارة عريقة، لا عهد لهم بمرئياتها، ولا طاقة لهم على تقليدها؛ فاختلفوا في تعليل تلك القوة الخفية التي شيدت ذلك البنيان العظيم الذي يعجزون عن تقليده، واختلفوا أيضاً في تعليل مصدر تلك القوة الهائلة، فذهبوا لذلك يحيكون حولها مختلف القصص والأساطير، بالشكل الذي يمليه عليهم خيالهم وتصورهم، وبالكيفية التي توائم أذواقهم ومشاربهم فقالوا في موضوع المسلتين:
(لقد كان لفرعون زوجتان، وقد خرجتا ذات يوم بطفليهما إلى الجبل المقابل للملهى، وحدث أن استهانتا بنعمة الله الكبرى على الإنسان، إذ أنهما مسحتا غائط ولديهما بكسرة من الخبز، فعاقبهما الله بأن حولهما إلى مسلتين حجريتين.
أسطورة قصر فرعون
حدثني أحدهم، وقال: (كان لفرعون بنت بلغت سن الزواج، وقد حظر عليها والدها الخروج من القصر؛ وفي ذات يوم أجمعت أمرها على أن تتزوج من الشخص الذي يستطيع أن يجر إلى قصرها ماء أحد الينابيع. فقام لهذه الغاية شخصان، وتمكن كل منهما من جر ماء أحد الينابيع إلى قصرها في وقت واحد ويوم واحد، فسألت الأول: كيف تمكنت من جر الماء إلى قصري في مثل هذه المدة القصيرة؟ فأجاب: بقوتي وبقوة بطانتي وعشيرتي؛ ثم سألت الثاني. فأجاب: بعون الله الذي عضدني وعضد رجالي وجمالي؛ فسرت من جوابه، ودهشت لثقته بعون الله، وتزوجته. وفيما هي تفكر لتجمع عزيمتها على الزواج من أحدهما سقط جناح فراشة في قناة الرجل الأول، فتعطل الماء فيها عن الجريان،