هناك نسيم الريح مثلك لاغبٌ ... ومثلي ماء المزن مورده صَفْو
ومحجوبة لو هبت الريح أرفلت ... إليها الغياري بالعوالي ولم يلْووا
صبوت إليها وهي ممنوعة الحمى ... فحتىَّ مَ أصبو نحو من لالهُ نحو
هوى ليس يسلي القرب عنه ولا النَّوَى ... وشجو قديم ليس يشبهه شجو
فأسر ولا فك، ووجد ولا أُسىً ... وسقم ولا برء، وسكر ولا صحو
عناء معنى وهو عندي راحة ... وسم زعاف طعمه في فمي حلو
ولولا الهوى ما شاقني لمح بارق ... ولا هدني شجو ولا هزني شدو
إن في هذا الشعر لثورة يخيم عليها هدوء نفسي قلما تأنسه في شاعر غيره. وعندي أن هذه الصفة لم تتجلَّ في شعر الطغرائي بقدر ما تجلت في لاميته المعروفة، وإن لنا لعودة إليها تحلل فيها هذا الشاعر الكبير على ضوء هذه الحقيقة الملموسة في شعره. ولقد يحفزنا إلى درس الطغرائي أنه شاعر فسيح الجوانب مديد الغايات وفي شعره تعلق بأسباب الأدب العالي، وما أحوجنا إلى هذه الأسباب