يسأل ما رأي سامبو في ذلك. وعلى ذلك يترك الأمر في النهاية للدكتور روس ليفصل فيه؛ وبينما هو يفكر في الأمر تراه يجلس في الظل وعلى يده قفازه يقتات بالخبز الذي يكسبه سامبو تحت الشمس المحرقة، فإذا هو قرر أن مشيئة الله هي أن يظل سامبو عبداً فانه بذلك يحتفظ بموضعه المريح؛ أما إذا قرر أن مشيئة الله هي أن يصير سامبو حراً فان عليه أن يخرج من الظل وينزع قفازه ويكدح من أجل خبزه؛ فهل يفصل الدكتور روس في الأمر بما تقضي به النزاهة التامة التي لابد منها في كل فصل حق؟)
وانتهى ذلك الصراع الذي اشتهر أمره، فكان نصيب الجمهوريين من المؤيدين مائة وخمسة وعشرين ألفاً؛ ونصيب الديمقراطيين دون ذلك بأربعة آلاف؛ ولكن مجلس الولاية التشريعي هو الذي كان يختار عضو مجلس الشيوخ، وكان بهذا المجلس أربعة وخمسون عضواً من الديمقراطيين وستة وأربعون من الجمهوريين؛ ولذلك فاز دوجلاس فصار عضو مجلس الشيوخ! ولقد عد انتصاره في نظر بعض المؤرخين بعد هذا الصراع أعظم انتصار شخصي في تاريخ أمريكا السياسي. . .
وهكذا يفشل ابراهام مرة أخرى في الحصول على مقعد في مجلس الشيوخ، ويخطئ دوجلاس دونه بذلك المقعد؛ ولكن ابراهام على عادته لا يعبأ بهذا الفشل، بل إنه ليستشعر الراحة بينه وبين نفسه أن استطاع أن يسمع تلك الآلاف صوته؛ وإنه ليحس أن مبادئه قد أخذت سبيلها إلى قلوب الكثيرين منهم على صورة طالما مني نفسه بها، وأي شيء هو أحب إليه من ذلك؟
لقد أصبح اسمه على كل لسان، وصار يعتبر من رجال أمريكا المعدودين، وأضاف الناس في الشمال إلى ألقابه لقباً جديداً فقالوا لنكولن (قاتل المارد)، وطنطنت باسمه الصحف؛ ومن ذلك ما قالته نيويورك ايفننج بوست، (لم يصل رجل في هذا الجيل إلى الشهرة في قومه بمثل تلك السرعة التي وصل بها لنكولن في هذا الانتخاب)؛ وكتب إليه رجل غريب عنه يقول:(إن مثلك اليوم كمثل بيرون الذي أفاق ذات يوم من نومه ليجد نفسه ذائع الصيت؛ إن الناس يستنبئون عنك بعضهم بعضاً، لقد قفزت دفعة واحدة من محام له الصدارة في الينواس إلى الشهرة القومية)
أما هو فقد وصف شعوره يؤمئذ بقوله: (مثلي مثل الصبي الذي اصطدم إصبع قدمه بشيء