مبعوثاً خاصَّاً من سمونا المعظم إلى مصر القاهرة رغبة منا في أن يقوم هنالك بتأسيس مثوى خاص لبعثاتنا العلمية التي عزمنا على إرسالها إلى القطر المصري الشقيق، وأن يضع الحجر الأساسي لمكتب ثقافي صرف ملحق بمعهدنا الخليفي نفسه لترتكز فيه العلاقات الثقافية التي تربط بين الغرب الجديد ومصر الحرة الناهضة، الحاملة للواء الزعامة في العالم العربي؛ وبالإجمال أرسلناه ليتخذ كل الوسائط المناسبة التي تجعل نخبة مواطنينا المغاربة على اتصال تام بالنهضة العلمية الكبرى التي أمد الله بها وادي النيل المحبوب، وليفسح المجال لمعهدنا الخليفي حتى يبلغ في ميدان المعرفة أقصى ما يمكنه من كمال. فالرجاء من رجال الحكومة المصرية الموقرة، ومن قادة الفكر المصري العباقرة، أن يساعدوا مبعوثنا الخاص حامل هذا الكتاب السامي على مهمته الثقافية المجردة، وأن يتفضلوا فيقابلوه بما هو أهله من العطف والتأييد والتقدير. أبقاهم الله تعالى لخير العروبة ومجد الاسلام، وحفظهم الله زخراً للكنانة حتى يحرسوها على الدوام، والسلام
تطوان في ٢٨ محرم عام ١٣٥٧
وقد قدم الأستاذ المكي هذا الخطاب الملكي إلى صاحب المعالي الدكتور هيكل باشا وزير المعارف فصرح له بما يأتي:
(إن مصاير الأمم التي تتكلم اللغة العربية متحدة تمام الاتحاد من الوجهة الروحية، ولذا فأنا نغتبط كل الاغتباط بربط العلاقات الثقافية مع جميع البلاد الشقيقة، وليس هذا الاتجاه اتجاه حزب من الأحزاب، بل هو اتجاه جميع الحكومات المتعاقبة في مصر فهو اتجاه ثابت دائم. ونحن مستعدون كل الاستعداد لمساعدة المغرب الأقصى في جميع ما يطلب من الناحية الثقافية سواء بإرسال المدرسين المصريين إلى مراكش أو بقبول البعثات المغربية في مصر. وإني لأغتبط بالموافقة على مطالبكم التي قدمتموها للوزارة، وكونوا مطمئنين إلى أن مصر ستقوم بأكثر مما تنتظرون منها)
وقد تم الاتفاق بينه وبين وزارة المعارف على إيفاد بعثة مغربية إلى مصر لا يقل عدد طلابها عن العشرين للدخول في المدارس والمعاهد المصرية، وإيفاد بعثة من الأساتذة المصريين تنتدبهم الوزارة للتدريس في المدارس المغربية. وسينفذ هذان المشروعان اعتباراً من بدء السنة الدراسية الجديدة