للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففي تلك الأيام كانت فلسطين وتونس كما هما اليوم النقطتين العربيتين اللتين رسخت فيهما قدم الغزاة الأوربيين، وكانتا كما هما اليوم نقطتي الخطر المميت. ومنهما انبعث قبلاً كما ينبعث اليوم النداء العام إلى تعاون العرب الذي كان محسوباً مستحيلاً وقتئذ كما هو محسوب الآن.

أن النورمان أخرجوا من تونس بقوة منقذين أقبلوا لنجدتها عليهم من المغرب الأقصى. وصلاح الدين الأيوبي استطاع وقف الحملة الصليبية الثالثة بقوات متحدة تحت سيطرته من سوريا والعراق ومصر.

فهل ترى التاريخ يعيد نفسه؟ - إن الأدلة التي تشير إلى ذلك عديدة.

نداءات الباعة في القاهرة

في العدد الأخير من مجلة مدرسة اللغات الشرقية بجامعة لندن بحث قيم طريف عن نداءات الباعة في شوارع القاهرة تحت عنوان ' وهو ما يسمعه الجالس على المقاهي أو الجائل خلال شوارع القاهرة ودروبها وأزقتها من مختلف النداءات التي يحاول الباعة أن يجتذبوا الجمهور بها إلى بضائعهم، والتي يبذلون غاية جهدهم في تنميقها حتى تكون مشوّقة، وهذا البحث جديد في بابه لم يلتفت إليه أو يُعْنَ به أحد قبل كاتبه مستر فهذا المقال الطريف بما حوى من مختلف النداءات التي تقرب من مائتي نداء تصور جانباً من الحياة النفسية في القاهرة للباعة المتجوَّلين، ويطلَّ القارئ منها على أساليب العيش في مصر، إذ أنها تمثل صميم الحياة الاجتماعية، ويذكرنا هذا البحث بكتيب صغير الحجم ألفه أحد الأمريكيين منذ أمد غير بعيد وقدمه رسالة لجامعة كاليفورنيا بأمريكا تناول فيه الأمثال الدارجة عند أهل الشام وترجمها إلى الإنجليزية وعلق عليها، فمنحته الجامعة لقب دكتور في الآداب

وعلى ذكر مجلة اللغات الشرقية نقول إن هذه المجلة إحدى نشرات جماعة المستشرقين القيمة التي تعني بالدراسات الشرقية على وجه العموم، فتلتقي على صفحاتها أقلام أعلامهم، متناولة شتى جوانب الحياة الشرقية والتفكير الشرقي ممثلين في آدابه ودياناته وحركاته الاجتماعية، ولقد ظل الأستاذ سير دينسون روس أستاذ اللغة العربية بجامعة منشستر محرر هذه المجلة منذ نشأتها حتى العام الماضي، ثم تولاها من بعده الأستاذ تيرنر وهو من

<<  <  ج:
ص:  >  >>