بأن الرجال مسؤولون عن أعمالهم وما يصدر عنها من شر تأكدَ أو ترجّح.
أن التقدم الحديث في العلم يتجه اتجاهات لم تكن قديما في الحسبان. حتى أن أكثر المفكرين تفاؤلا، وأسرعهم إجابة إذا دعا العلم، بدءوا يتشككون في تفاؤلهم الكثير، ويرتابون في فرضهم القديم، أن زيادة المعرفة لن يكون منها غير خدمة الإنسانية، والسيطرة على الطبيعة لن يكون منها غير خير المجتمع. قال السير الفريد ايونج
(ائذنوا لي كدارس قديم للميكانيكا التطبيقية أن أعبر عن بعض خيبة أحس بها الآن، وأنا في اعتزالي منتحيا مع النظارة جانبا من الطريق أتفرج على موكب العلم يسير في عظم وفخامة، وأتسلى مع المتسلين بركائب المخترعات تتعاقب في أبهة وضخامة. الى أين يسير هذا الركب الكبير؟ وما أثره الأخير في مستقبل الأسرة الإنسانية؟. . لاشك أنه يحمل للإنسان هدايا تجعل حياته أملأ وأوسع وأصح وأغنى وأهنأ، تلك الهناءة التي تجلبها المادة الجامدة. ولكن كثيرا مما أهداه المهندس الباحث أسيء استخدامه ويساء وبعضه يحمل في أحشائه مآسي لم تنمخض عنها الأيام بعد. إن الإنسان لم يتهيأ بعد أخلاقيا ليتقبل تلك المنح الكبرى)
وجملة الأمر أن العلم وبال على الإنسانية إذا هو أطلق من القيود التي تضبط مسلك الإنسان بقصد إسعاده فردا ومجتمعا.