كان تعليمها قاصرا على مبادئ القراءة والكتابة وقشور اللغات وبعض الفنون المنزلية تتعلم كما يتعلم الفتى، بل وتفوقه في الإقبال على العلم واستساغته.
وفي سنة ١٩٢٨ سمح للبنات الحاصلات على شهادة إتمام الدراسة الثانوية بدخول الجامعة المصرية. بينما كثرت إرساليات البنات في تلك الفترة إلى الخارج للتخصص في مختلف العلوم والفنون.
وما زالت حركة تعليم البنات سائرة بنشاط رغم سوء الحالة الاقتصادية وما يوضع في طريقها من عقبات، وهذا لاشك أعظم انتصار اكتسبته المرأة، وأقوى سلاح في يدها، ولم يبق إلا أن تستغله إلى أبعد مدى ممكن.
والآن وقد تكاثر عدد المتعلمات وظهر من بينهن من يمتزن برغبتهن الحارة في الاصلاح، فستنتعش ولاشك الحركة النسائية. وان احتفاء زعيمة الاتحاد النسائي بأولى خريجات الجامعة المصرية والجامعات الأخرى في ١٦ ديسمبر سنة ١٩٣٣ لمبشر بقرب الوصول إلى هذه الغاية، إذ لا يفيد الحركة النسائية أكثر من جمع تلك العناصر النشطة مبدئيا تحت سقف واحد وأحداث التعارف بينهن وتشجيعهن وتذكيرهن بحقوقهن وواجباتهن نحو المجتمع، وبنات جنسهن، وبالجملة أصبح لدى الحركة النسائية أهم العناصر الأساسية اللازمة للنجاح، وهي الشعور بالنقص، والرغبة في الإصلاح، وعدد لا بأس به من السيدات الناهضات، كما أن لديها أيضا مؤازرة عدد كبير من أفاضل الرجال.
على أن مجرد وجود تلك العناصر لايكفي لاحداث الأثر المطلوب بل لابد من اتحاد تلك العناصر واستغلال جهود الناهضات بان تصبح لهن جماعات منظمة، فالحركات القوية الناضجة ذات الأثر الخالد والمشروعات العظيمة قامت بواسطة الجماعات والتعاون، لا بمجهود الأفراد. والحركة النسائية في حالتها الراهنة الخاملة أحوج ما تكون إلى مثل تلك الجماعات المنظمة التي تدرس وجوه النقص في مركز المرأة وتبسط فيها الآمال والآراء، وتكون نواة لظهور الخطيبات والباحثات اللاتي يوجهن أذهان الناشئات إلي مكانتهن الهامة في الحياة، والى أهمية عهد الانتقال الذي يجتزنه، وإلا أصبح تطور المرأة تطورا غير واع شبيه بتطور النبات والحيوان: يسير بمحرك التقليد لا بناء عن التفكير والانتخاب والتفضيل. والواقع أصبح يخشى طغيان عامل التقليد على الحركة النسائية بسبب قلة