ويبقى بعد ذك قوله تعالى:(يد الله فوق أيديهم) فتكون دلالته عنده على معنى من معنيين: أن لله يداً، أو أن ذلك ليس من (الصدق) في تعبير القرآن. . . وأستغفر الله العظيم. .!
وقال لي قائل من صحابتي:(إنك لتتعسف في هذا التفسير وفي تطبيقه على المذهب (الجديد)؛ وإنك (لمعذور في هذا الجهل لأنك لم تختلط بالعقاد أولاً، ولأن نفسك لم تتفتح لأدب العقاد فتفهمه ثانياً. . .!) إن سيد قطب ليس من الجهل بحيث لا يفهم: (يمد أذنه وراء كل حديث) على وجهها؛ ولكنه يعيب عليك في التعبير أن تُعنَى بما سماه (استيفاء الأشكال) وتغض النظر في سبيل ذلك عن (الصدق) في العبارة. . .)
قلت لصاحبي:(لست أفهم ما يعنيه بقوله (استيفاء الأشكال) فما يكون الاصطلاح الجديد؟)
قال:(وأنت معذور في هذا أيضاً، لأنك لا تستطيع أن (تماشي الأستاذ قطب في سموقه) الفكري وفي مبتكراته العلمية التي اثمرتها دراساته الشاملة لكل ما نُقل إلى العربية من الآداب الإفرنجية ومن المباحث النفسية الحديثة ونظريات العقل الباطن والتحليل النفسي والمسلكية، ومن المباحث الاجتماعية والمذاهب القديمة والحديثة ومن مباحث علم الحياء ونظرية دارون ومباحث الضوء وتجارب الكيمياء ونظرية آينشتين والنسبية وتحطيم الذرة ووظائف الأعضاء وو وو)
قلت:(حسبك! إنما أريد أن أعرف معنى (استيفاء الأشكال) وما يقصد بها!)
قال:(ألا تعرف في (البديع) شيئاً يسمونه. . .؟)
قلت:(يسمونه ماذا؟)
قال:(أنظرني حتى أسأل سيد قطب فقد نسيت. . .!)
وحسب سيد قطب أنه جاء بجديد حين جاء بما سماه (استيفاء الأشكال)، ونسي ما سماه علماء البديع منذ كان ابن المعتز؛ ثم نسي ثانية فسماه عيباً لأنه سمع العقاد مرة يعيب شاعراً بالتزام محسَّنات البديع. .
ولكنه مع ذلك (أخصائي) في اللغة التي نعبر بها. . .!
أما بعد فهذا شيء من أشياء تفرق بين مذهبين سماهما الأستاذ قطب؛ وما كان لي أن أعنى بالحديث عنهما إلا لأنبهه إلى وجوب (استيفاء الوسائل) قبل أن ينتدب للنقد؛ وما كان لي