للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا ما نحب أن تبينه لنا، فما فهمنا والله ما تريد منه. وإن في كل فقرة لك لمجالاً لمثل هذه الأسئلة حين تتكلم فلا نفهم عنك، وتأتي بألفاظ لا نعرف لها مدلولاً، وأنت بين شيئين: إما أنك تذهب بنفسك علواً حتى ما يتعلق بك قارئ، وإما أنك لا تدري بالضبط) معاني ما تقول. . .

(دمشق)

ع. . .

بين الرافعي والعقاد

جاء في بحث الأستاذ سيد قطب عن العقاد والرافعي في (الرسالة رقم ٢٦٠) ما اعتبره الأستاذ تناقضاً بين تلخيص الرافعي لرأي الفيلسوف شوبنهور في الجمال وبين رأي الفيلسوف الحقيقي

وبرجوع القارئ إلى ذلك البحث وتدبِّره لا يذهب مع الكاتب فيما ذهب إليه من وجود ذلك التناقض. ولعل الأستاذ قطب يقرنا على ذلك

فقد قال شوبنهور ما نصّه: (إن الأشياء (تسرنا) كلما قربت من عالم الفكرة وابتعدت عن عالم الإرادة) وقال الرافعي فيما اعتقده رأياً للفيلسوف (إن الأشياء (تحزننا) كلما ابتعدت عن عالم الفكرة واقتربت من عالم الإرادة)، ثم قال (وإنها (تفرحنا) كلما ابتعدت عن عالم الإرادة واقتربت من عالم الفكرة)

فإنه واضح من مراجعة الكلام بأنه لا تناقض بين قولي الرافعي الأول والثاني فهما رأي واحد لا تناقض في مضمونه. ولعل الأستاذ قطب قد اعتبر عكس الألفاظ في شقي القول أساساً للتناقض وقد غاب عن خاطره أن (تحزننا) عكس (تفرحنا).

ثم نحن لا نجد (مسخا) لرأي الفيلسوف لأن الرافعي لا يناقض في أي من قوليه رأي الفيلسوف (وهما ينطبقان عليه تمام الانطباق)

ونحن إن أخذنا على الأستاذ قطب عدم تدبره في الحكم في هذه الحالة فنحن نأخذ على الأستاذ الرافعي، رحمه الله، عدم وثوقه بترجمة الأستاذ العقاد مع أنه انتهى في تلخيص رأي الفيلسوف إلى ما ترجمه العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>