للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في المجمع اللغوي

عندما أنشئ المجمع اللغوي الملكي في ١٣ ديسمبر ١٩٣٢ وقع عليه الاختيار ليكون عضواً من أعضائه. وإن من يراجع محاضر جلسات المجمع في سنواته الخمس، يجد أنه كان المحور الذي تدور حوله المقترحات والمناقشات، فكان بحق كما وصفه بعض العارفين: (مخ المجمع). ولما تكونت اللجان الفرعية ساهم في أكثرها، فكان عضواً في لجنة الرياضات، ولجنة العلوم الطبيعية والكيمائية، ولجنة علوم الحياة والطب، ولجنة المجلة، ولجنة خزانة الكتب، ولجنة الميزانية، ولجنة الأصول العامة، فكان عضواً في سبع لجان من إحدى عشرة لجنة.

تعصبه للغة العربية

كان يحب اللغة العربية ويتعصب لها تعصباً جعله يصف من يتهاون في أمر من أمورها بالزندقة والإلحاد. وكان يعتبر التساهل وفتح الباب للغات الأجنبية، لغزو اللغة العربية، جريمة شنيعة ومن يرجع إلى محاضر جلسات السنة الأولى للمجمع اللغوي يجد أنه جاهد جهاداً شديداً حتى جعل المجمع يوافق على عدم اللجوء إلى التعريب إلا لضرورة قصوى. وكان يعجب من القوم الذين يعيبون على المجمع استعمال ألفاظ غريبة لمسميات جديدة، لأنه كان يرى أن هذه الألفاظ وإن بدت غريبة الآن فإنها بالاستعمال والمران تسهل على السمع وتجرى على اللسان، وهي أصون للغة من الدخيل. وله في مسألة التعريب مواقف مشهودة وقفها في نادي دار العلوم القديم الذي كان يرأسه المرحوم عاطف بركات باشا، وفي المجمعين اللغويين الأهليين القديمين اللذين رأسهما المغفور له العلامة الشيخ سليم البشري ولطفي السيد باشا؛ ومبدؤه هذا كان يبثه في تلاميذه، ويحضهم على الاستمساك به، حتى لتجد جمهرتهم إن لم يكن كلهم من رأيه ومبدئه.

مؤلفاته

أول كتبه كتاب تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي، ثم ألف كتاباً عن اللهجات العامة، قدمه لمؤتمر المستشرقين سنة ١٩١١، ورأيته عنده مخطوطاً ولم يقع نظري عليه منذ سنتين. ثم ألف كتاباً للمطالعة للمدارس الثانوية في عدة أجزاء، وسماه (نزهة القارئ) طبع

<<  <  ج:
ص:  >  >>