ومن هنا كشفت عن (العدالة الفريدة) التي تصف رد العقاد على الرافعي بأنه (سباب وشتائم) وتصف نقد الرافعي بأنه (منزه عن العيوب) وكان هذا الكشف بالأمثلة التي لا تدع قولاً لقائل!
ومن هنا كذلك كشفت عن (النزاهة العجيبة) في وصف الدفاع عن العقاد ومدرسته بالشذوذ ومناصرة شخص على شخص ووصف (على السفود) بأنه (مثال يحتذيه الذين يريدون أن يحرروا بالنقد عقولهم من عبادة الأشخاص) وجئت كذلك بما استطعت أن أنقله عن الرافعي من أسلوب في شتم العقاد!
وأنا أعتبر هذا جزءاً من تصحيح أساليب الأدب - باعتباره وسيلة لتصحيح النفوس - ولا أدرى أنني عدوت الموضوع الذي أتحدث فيه على هذا الاعتبار.
فأما الواقع فإنني أعجب لهذه الكثرة التي كتبت ترد عليّ دون أن تقول شيئاً في (الموضوع) مع مطالبتها لي أن أترك (الذاتية) وأتناول (الموضوعية) في أدب العقاد وأدب الرافعي!
وهاأنذا أراجع كل ما قيل. فماذا أرى؟
كل ما كتبه أنصار الرافعي، إنما هو شتائم شخصية، لسيد قطب، أكثرها في أدبه وخلقه ونفسه - وهو خارج نهائياً على الموضوع - وأقلها في تفكيره واستعداده واطلاعه - وهو قد يتصل بالموضوع - ولكن بدون دليل، إلا إشارات البكم، وتعبيرات العوام عن المسائل المبهمة في نفوسهم، التي لا يحسنون التعبير عنها ولا يقدمون الدليل.
أفيعنيكم - يا هؤلاء جميعاً - أن تشتموا كاتب هذه الكلمات؟ لئن كان الأمر هكذا فأنا معكم أعاونكم في شتمه إذا عجزتم، وأصرح لكم عنه بما يمنعكم خوف تقاليد الأخلاق - لا حياء نفوسكم - من التصريح به!
ولكن ماذا يعني هذا، وأي شيء يكون قد استوى لكم، أو للمتأدبين والقراء؟ إنه ليبقى وراء ذلك آراء أبديت في أدب الرجلين وأمثلة قدمت لهذه الآراء، وشروح تضمنت بعض النظريات في الأدب وفي الحياة؟ وكل هذا قد بقى سليما كما هو، لم تتناوله ردودكم ومناقشاتكم، لأن شتيمة كاتب معين شغلتكم عن كل ما عداه من الآراء والأمثال!
ولقد أظهرت هذه المعركة أنكم تمضون في الشتائم والتهم فينفسح لكم المجال، حتى إذا