للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعن السؤال الثالث: أذكر أن الخوالج النفسية والصور الذهنية، وأدب الذهن، وأدب الطبع، تدل على ألوان من الأدب تكاد الآن تكون قد أخذت وضوح دلالة (العلم) على المسمى. وقد ضربت لها أمثلة - مع هذا - فمن لم يكن قد سمع شيئاً عن هذه الألوان من الأدب، ولم يكن قد أمكنه الانتفاع بالأمثلة التي سقتها، فليقرأ، ولينتظر حتى تنضج في نفسه هذه المعاني

أما السؤال الرابع فلا معنى له بعد ما قلت عن أسلوب العقاد ما قلت، وبعد ما وعدت بالإفاضة عن هذا الأسلوب. فليقرأ السائل كلماتي كاملة. وليراجع كلمة الأستاذ عبد الوهاب الأمين فهمي مفصحة عن هذه الناحية

وأما ملاحظة الفاضل (علي كمال. فلسطين) فنصفها في موضعه؛ وقد نشأ هذا من اضطراب في ترتيب بعض الجمل! وكثيراً ما يقع مثل هذا فنكتفي بفطنة القارئ. ولكن مع هذا بقي التناقض بين قول شوبنهور وتلخيص الرافعي واضحاً

فالرافعي يقول: (فإن محصل كلام هذا الفيلسوف أن ما تراه بسبب من إرادتك وغرضك وشهواتك، فجماله فيك أنت لا فيه لأنه في هذه الحالة صورة الاستجابة إلى ما فيك، فلو لم يكن معك أنت هذا الغرض، لم يكن معه هو ما خيَّل لك من الجمال. فهو على الحقيقة (باعتبار الفكرة المجردة لا جمال فيه)

وأول هذا الكلام لا صلة بينه وبين شوبنهور، ولا علاقة في منزع ولا اتجاه، وإنما هو رأي آخر في تعليل الجمال يعتبر رخيصاً جداً إذا قيس مستواه بمستى تفكير شوبنهور في رأيه وآخر هذا الكلام مناقض تماماً لرأي الفيلسوف (راجع ما بين القوسين الكبيرتين على كلام شوبنهور)

وبينما هو يقول - عن شوبنهور خطأ -: (فهو على الحقيقة باعتبار الفكرة المجردة لا جمال فيه) - وهو عكس رأي شوبنهور - يعود فيقول: (فالنتيجة من ذلك أن الأشياء تحزننا كلما ابتعدت من عالم الفكرة واقتربت من عالم الإرادة، وأنها تفرحنا كلما ابتعدت من عالم الإرادة واقتربت من عالم الفكرة) وهذا عكس ما نسبه الرافعي أولاً لشوبنهور، وإن كان حقيقته هو رأي الفيلسوف المسكين!

الشيء باعتبار الفكرة المجردة جميل في رأي الفيلسوف الصحيح. والشيء باعتبار الفكرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>