للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

منصوبة بالفتح الظاهر، ومثل - منذ - يقال في إعرابها إنها مرفوعة بالضم الظاهر، ومثل - جير - يقال في إعرابها إنها مجرورة بالكسر الظاهر، ومثل - عن - يقال في إعرابها إنها مجزومة بالكسر الظاهر

وكذلك أفعال العربية وأسماؤها، فأفعالها منها ما هو مفتوح أو مضموم أو ساكن، مثل الماضي في - نام - ناموا - نمت - ومنها ما هو مضموم أو مفتوح أو ساكن، مثل المضارع في - يفهم - لن يفهم - ليفهمنَّ - لم يفهم - يفهمن - ومنها ما هو ساكن أو مفتوح مثل الأمر في - افهم - افهمنّ

وهذا كله فيما يتعلق بحركات الإعراب الأصلية، أما العلامات التي تنوب عنها فسيأتي الكلام عليها في العلامات الأصلية والفرعية

وأما أسماؤها فمنها ما هو مضموم مثل المبتدأ والخبر في قولك (الباب مفتوح) ومنها ما هو مفتوح مثل اسم إن في قولك (إن العدل محمود) ومنها ما هو مكسور مثل المضاف إليه في قولك (غلام زيد). ويمتاز الإعراب في الأسماء بأنه يجري على حسب أنواعها لا على حسب مفرداتها، فكل مبتدأ فيها مضموم وهكذا، وكل مفعول فيها مفتوح وهكذا، وكل مضاف إليه فيها مجرور وهكذا، ومثلها الأفعال في ذلك إلى حد ما

والإعراب التقديري يأتي في الكلمة العربية بأن يكون لها حكم في الإعراب باعتبار نوعها، ولكنها تكون في ذاتها متحركة بحركة تخالف حكم نوعها في إعرابه، فمثل (جاء الفتى) الفتى فيه فاعل حكمه الضم، فيكون ضمه تقديرياً، ومثل (جاء سيبويه) سيبويه فيه فاعل مضموم، فيكون ضمه تقديرياً أيضاً

ولا بد من تقدير هذا الإعراب لأنه إذا كان لا يظهر في صاحبه فانه يظهر في تابعه، فتقول (جاء هذا الفاضل)، (ورأيت هذا الفاضل)؛ (وسررت بهذا الفاضل) ولا شك أن وجود هذا الإعراب في التابع يدل على وجوده في متبوعه

وعلى هذا يكون إعراب - جاء سيبويه - مثل إعراب - جاء الفتى - كل منهما فاعل مرفوع بضم مقدر، ولا داعي إلى ذكر سبب التقدير في كل منهما، لأن هذه فلسفة لا طائل تحتها، والاشتغال بها حشو في النحو لا فائدة فيه

ويكون الإعراب التقديري في ثلاثة أقسام من أنواع الكلام: أولها الكلمة المقصورة مثل -

<<  <  ج:
ص:  >  >>