إن الآداب صورة لثقافة الشعب وحياته، وقد أخذ أجدادنا العلوم عن اليونان لأن العلم مشاع كما سلمت. فهل كانت حضارتنا الأدبية يونانية لتكون آدابنا يونانية؟
١٠ - إن المناظر يرى في انتصار شارل مارتل إنقاذاً للعقلية الغربية من طغيان روح النسك الآسيوية. وهو يعترف في الوقت نفسه بأن العقلية الغربية كانت رازحة تحت كاهل اللاهوت الكنسي الذي قام في روما رقيباً على النفوس والعقول محملاً بكل سيئات النسك الآسيوية
أفليس من الغريب أن يرى الدكتور أدهم في انتصار مارتل إنقاذاً للغرب من روح النسك الآسيوية في حين أن الإسلام لم يكن فيه شيء من هذه الروح التي سادت بها روما باسم المسيحية؟ فإذا كان مارتل أراد إنقاذ الغرب من النسك، أفما كان عليه أن يتحول من نهر اللوار إلى روما بخيله ورجله؟
بقي علي أن ألقي نظرتي الأخيرة على أول كلمة توَّج بها مناظري ردَّه. وهي كلمة (هابل آدم) التي أوردها آية يدعونا بها إلى الأخذ بعقلية الغرب لنصلح حياتنا حتى إذا انتقلنا إلى الحياة الأخرى فهنالك نتبع العقلية الشرقية الملائمة للحياة الباقية (كذا. . .)
مرحى لهابل آدم. . . أفيلسوف اجتماعي من يقول بمثل هذا؟
ليذهب أشباه (هابل) في هذه الحياة بعقليتهم المنكرة لكل عقاب وثواب. ليسحق الأقوياء الضعفاء سحقاً سواء أكانوا أفراداً أم شعوباً، وليدوسوا على الحق بالقوة الغاشمة وبالقوة المتحيلة، حتى إذا اجتاز الكافرون معبر الموت حقّ لهم أن يعملوا بذهنية الشرق وأن يقفوا أمام الديان هاتفين: ربنا إننا نتوب إليك فاحشرنا مع المؤمنين الصالحين.