للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الكمارك مع أن أكثر هذه الواردات تستوفى من ضريبة مفروضة على بضائع نشتريها نحن لا هم، إذ أن احتياجاتنا أكثر من احتياجاتهم ووسائل الراحة التي نتطلبها أكثر من وسائلهم. نريد أن نكون أصدقائهم ولكن (وهنا أشار المسيو إده بيديه إشارة قوية تدل على التأكيد) يجب أن نعارض دائماً فكرة الاتحاد معهم)

فقلت: (إذاً فإنكم تفضلون يا حضرة الرئيس التحالف مع فرنسا على التحالف مع سورية؟)

فأجاب: (إن هذا التحالف (أي مع فرنسا) هو نتيجة طبيعية للوضع الذي وجدنا أنفسنا فيه. فإن فرنسا قد ساعدتنا في الماضي وأكثرنا يتكلم لغتها. خذني مثالاً لذلك: إني فرنسي أكثر من أن أكون عربياً؛ وقد تربيت تربية نصرانية وجميع تصرفاتي مشابهة تماماً لتصرفات الفرنسيين). وقد شعرت برنة فخر في صوته عندما تفوه بهذه العبارة

وسألته (ولكن ما الحكمة في تحالف أبدي مع فرنسا؟)

فأجاب (لأننا إذا لم تحمنا دولة أجنبية قوية ابتلعنا جيراننا. وأضيف إلى ذلك أننا نحمل رسالة مقدسة يجب تأديتها في الشرق الأدنى: ذلك لأننا الجزيرة النصرانية الوحيدة في بحر من البلاد الإسلامية)

- (إذاً فأنتم معارضون للوحدة العربية؟)

- (إن الوحدة العربية هي ضد مصلحتنا. فإذا اعتنق هذه الفكرة بعض المسلمين عندنا فإن كل النصارى يكرهونها)

- (لقد أشرتم قبل لحظة إلى رسالتكم المسيحية مع أن النصرانية ليست دين الدولة الرسمي في لبنان)

- كلا! فلعل جمهورية لبنان هي الدولة الوحيدة في الشرق الأدنى التي ليس لها دين رسمي. والسبب يعود إلى وجود عدد كبير من الطوائف الدينية عندنا. ومن سوء الحظ أن الدور الفعال الذي يلعبه دائماً رجال الدين التابعون إلى هذه الطوائف المختلفة قد تجاوز الحد وأصبح مضراً بمصلحة البلاد. ولما كانوا يخلطون بين الدين والسياسة فلا نريد أن نعقد الأمور بإدخال الدين رسمياً في المعمعة بشكل من الأشكال، إذ لو فعلنا ذلك لوقعنا في ورطة عظيمة ولضعنا بين الأكثرية المارونية والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك واللاتين والسنة والشيعة والدروز والأرمن والبروتستانت واليهود!) وهنا ظهرت على

<<  <  ج:
ص:  >  >>