والمؤانسة فقد وهم فيما حكى؛ واليقين أن صاحب أبي حيان هو أبو حامد أحمد بن عامر المروروذيّ وقد ذكر السبكي نفسه في طبقاته أن (أبا حيان تفقه على القاضي أبي حامد المروروذي) وفي (بغية الوعاة) للأسيوطي: (قرأ أبو حيان على أبي حامد المروروذي) وقال ابن خلكان في (الوفيات) في سيرة أبي حامد هذا: (قال أبو حيان التوحيدي سمعت أبا حامد المروروذي يقول: ليس ينبغي أن يحمد الإنسان على شرف الأب ولا يذم عليه كما لا يحمد الطويل على طوله ولا يذم القبيح على قبحه) وإنما ورط السبكي في روايته التقاء الكنيتين والاسمين واتحاد المذهبين فكلاهما فقيه شافعي، وكلاهما إمام وهما في عصر واحد وإن سبق أحدهما إلى الدار الأخرى صاحبه، فوفاة المروروذي سنة (٣٦٢) ووفاة الاسفرايني سنة (٤٠٦)
وإذا ثبت أن مقالة الجدل للاسفرايني كان أبو حيان التوحيدي غيرَ ذاك الخبيث الشيطان صاحب (مثالب الوزيرين): ابن العميد والصاحب (وقد تلتقي الأسماء في الناس والكنى كثيراً) كما قال الفرزدق
وأقول مادمت في التنبيه والإصلاح: جاء في (قصة الكلمة المترجمة) في الجزء (٢٦٠): (وقد ذكر ابن القطقطي في كتابه الآداب السلطانية والدول الإسلامية) صوابه ابن الطقطقي، الطاء قبل القاف
(ق)
كتاب جديد عن فلسطين
ظهر كتاب جديد عن فلسطين بعنوان (سرج فارس فقير) لمؤلفه دوجلاس دف وقد نشرته دار هربرت جنكنز
ولعل أهم ما يستوقف الأنظار فيه الاقتراح الذي يقترحه المؤلف لحل مشكلات الأرض المقدسة. فهو يقترح أن يتخلى اليهود عما يملكونه في الشمال من بئر سبع وأن ينتقلوا كتلة واحدة إلى (النجب)، ففي هذه المنطقة أربعة آلاف وخمسمائة ميل مربع من الأرض الصالحة للحرث حتى تسترد خصبها القديم المشهور. واليهود بما عرف عنهم من القدرة على استصلاح الأراضي ونشاطهم في تحويل الغامر عامراً خير من يقوم بهذا العمل