للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتىً عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعاً

والرافعي في أدبه أعظم ممن قيل فيه هذا البيت في كرمه

أديب كبير شعر فجوّد، ثم نثر فبهر، وكان (وحيُه) في (الرسالة) فكان ختام كلامه في حياته مسكاً

وفي هذا المقام أقول: إن أخطأ كبير في لفظة أو مقالة فهذا دليل الإنسانية، برهان أنه إنسان، وأيّ أديب لا يخطئ؟ وأي عالم لا يهفو؟ وأي عظيم ما زل؟ (ومن ذا الذي ترضى سجياه كلها) كما قال بشار

ولن يضع من فاضل باحث خفيت عليه في مباحثه خافية أو خافيات ثم بُيِّنت له - أن يتقبل هذا التبيين أو التذكير بقبول حسن، فإن كان ثمة نقص تمم، أو كان خطأ اصلح، أو كان لبْس وضح؛ إنه العلم ينوره ويَزبنه التحقيق، وإنه العالم يجله ويعليه الإذعان للحق

ومن مزايا الأدباء المهذبين، والفضلاء الكاملين، والعلماء المسلمين - العملُ بقول الله: (ولا تبخسوا الناس أشياءَهم).

كان (مجمع اللغة العربية الملكي) - وقد قيلت في تكوينه أقوال، وأي شيء أو أي شخص في هذه الدنيا يخلص من القيل والقال - واجتمعت رجاله من العرب والعَربَانيين في داره في شارع (ابن ارحب) في (الجزيرة) في ١٤ من شوال سنة ١٣٥٢ ولم ينشد المنشد في ذاك الجمع بيت المتنبي:

تجمع في كل لِسْن وأمة ... فما تفهم الحُدّاث إلا التراجم

بل أنشد بيت البحتري:

إذا تقاربت الآداب والتأمت ... دنت مسافة بينِ العجم والعرب

وقال رئيسه (كلمة الافتتاح) وفيها تحية الأعضاء، والترحيب بهم وتهنئتهم، ثم تلفظ عضو ب ـ (كلمة الشكر) شكر فيها للرئيس تحيته، ودعا لحضرة صاحب الجلالة الملك الذي (رفع شأن مصر بين الأمم وشأن الدين الإسلامي واللغة العربية بهذا المجمع) ثم أرسلت الجماعة إلى (حضرة صاحب المعالي كبير الأمناء) بهذه البرقية:

(قصر عابدين

حضرة صاحب المعالي كبير الأمناء

<<  <  ج:
ص:  >  >>