أرجو أن ترفعوا إلى السُّدة الملكية السامية، أن أعضاء مجمع اللغة العربية الملكي، المجتمعين من مصر والبلاد العربية والغربية، في عهد حضرة صاحب الجلالة المليك المعظم - ذلك العهد الناهض باللغة العربية وآدابها المزدهر بالعلوم والفنون - يتضرعون إلى الله تعالى أن يمن على جلالته بالشفاء التام، والصحة الكاملة، ليحظى المجمع بتشريف جلالته لافتتاحه قريباً إن شاء الله تعالى، وينتهزون هذه الفرصة لرفع ولائهم وإخلاصهم إلى صاحب العرش المُفَّدى
٣٠ من يناير سنة ١٩٣٤
عن أعضاء المجمع
محمد توفيق رفعت)
قلت: يا ليت، يا ليت أن القوم استبدلوا التاريخ الإسلامي في برقيتهم بهذا التاريخ الفرنجي
فملتنا أنّنا مسلمون ... على دين صدّيقنا والنبي
حدّثت الجرائد في اليوم الثاني (١٥ شوال ١٣٥٢) أَخبارَ المجمع، وأوردت فيها تلك البرقي، فظهرت في جريدة (البلاغ) المشهورة في ١٦ شوال ١٣٥٢ كلمة عنوانها (أول الغلط من المجمع اللغوي) للأستاذ (أديب صغير) وهو الأديب الكبير الأستاذ الرافعي (رحمه الله) قال فيها:
(قالت إحدى الصحف إن حضرات أعضاء المجمع اللغوي اجتمعوا: إلى أن قالت: واتفقوا على إرسال البرقية التالية ورفعها إلى الأعتاب الملكية وهذا نصها) ثم ذكر البرقية ونقد اضطراباً في أسلوبها العربي رآه ثم قال: (وما لهذا كتبنا هذه الكلمة وإنما كتبناها لنسأل حضرات أعضاء المجمع اللغوي في أي كلام فصيح جاء مثل هذا التعبير (ليحظى المجمع بتشريف جلالته) وهل يجوز استعمال الباء مع حظي ثم هل يعرف حضراتهم كيف دار هذا الفعل (يحظى) في كلام المتأخرين، ومن أي معنى أخذوه، وكيف مكنوا له في استعمالهم هذا التمكين؟ فإنهم إن عرفوا هذا كان ذلك نقداً آخر. ويقولون (تشريف جلالته لافتتاحه) ففي أي كلام عربي يستعمل التشريف بمعنى الحضور؟ إنا نسمع العامة يعظمون الضيف فيقولون (شرفت) وهم بالطبع لا يريدون معنى حضرت إذ يكون هذا عبثاً من الكلام. غير أن المجمع اللغوي استعمل التشريف بمعنى الحضور، وهو خطأ شائع)