للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وليست ترجمة القرآن بالأمر الهين، فقد تنحى عنها أشهر المستعربين من العلماء المستشرقين أمثال رايسكه وساسي وفليشر وده غويه و ? نولدكه وجولدزهر وغيرهم لأسباب منها على الأقل إدراكهم كبير صعوباتها. ولقد كان أغلب مترجمي القرآن مستعربين من الطبقة الثانية، بل ومنهم من هم دون الطبقة الثالثة والرابعة

على أن أهم الصعوبات التي تعترض مترجم القرآن ويتحتم عليه التغلب عليها هي:

١ - كلمات وجمل غير قليلة وردت في القرآن لها معنى مبهم أو لها أكثر من معنى. وقد تأيد ذلك في موضع جدير بالاهتمام (السورة الثالثة الآية السابعة - مصحف ميري).

وَهُوَ الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَمَاتُ هُنَّ أُمٌّ الكِتَاَبِ وَأُخَرُ مُتَشَاَبِهَاتٌ، فأَمَّا الذينَ فيِ قُلًوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَبِعُونَ ماَ تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابتِغْاَءَ تأَوِيِلِهِ، وَماَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ فيِ العِلْمِ يَقُوُلونَ آمَنَّا بِهِ كلٌ مِنْ عِندِ رَبَناَ وَماَ يَذّكَّرُ إلاَّ أُولوُا الأَلْباَبِ)

وفيما يلي نص ترجمة هذه الآية بالألمانية من قلم الأستاذ الدكتور أَ. فيشر:

, ? , , , , , , ? , , ' ?

ونزلت هذه الآية على النبي صلعم حين حاول أعداؤه (وكانوا يهودا وأعرابا أذكياء واسعي المعرفة) إثبات وجود غموض ومتناقضات في الذي أنزل عليه، وكانت محاولاتهم هذه لا تنقطع

٢ - يحوي القرآن عدداً وفيراً من التوريات عن أشخاص بالذات وعن أعداء عاديين وعن حوادث تاريخية وعن أحوال عامة وأخرى خاصة. وكثير ما يكون إيضاح وتفسير هذه التوريات صعباً غاية الصعوبة، ذلك لأن هذه التوريات وردت عادة بأسلوب سهل ممتنع لم يرد فيها أي أسم. وفي الروايات العربية القديمة عنها تناقض كثيراً كشف عن عدم كفايتها، ويوجد هذا التناقض في تفاسير القرآن وفي كتب الحديث وفي أقدم السير للرسول، إلا أن التمحيص قد يساعدنا على استقراء حالات كثيرة منها

٣ - جمع القرآن وترتيبه ينقصه الوحدة أو الترتيب التنسيقي أو الترتيب التاريخي للسور، وقد تتألف السور الطويلة من وحي نزل مرات عديدة لأسباب متباينة وفي أوقات مختلفة، ولهذا كان غالباً من الصعب تبينها وإدراك كنهها

<<  <  ج:
ص:  >  >>