للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في البحث عن هذه الأوراق، فلماذا لا تؤثر العدل والحق فتعاونني؟ إنك ناس، والموكل بهذا الحساب قد ترك عمله عندك، والمراجعة لا تجشمك عناء، فمر واحداً من عمالك أن يقوم بها)

وقد ضاعت سنتان من عمري وعمره في هذه المراجعة التي لم تخل من بعض الفائدة، فقد اهتدينا إلى مبالغ ثبت أني أديتها فتزعزعت ثقته بعامله الذي أكد له أني ما زلت مديناً، ولكن دفاتره كانت على حال من الفوضى كالتي عليها أوراقي في بيتي. ويظهر أنه سئم أو تبلد فلم يعد وخز الضمير يؤلمه أو يزعجه، فقال أنفذ الحكم عليه بما لم نجد دليلاً على أدائه وأريح نفسي، وعليه هو - لا علي أنا - أن يبرئ نفسه بإبراز ما عنده!

وهكذا تلقيت إنذاره

وأتممت المقال ثم فضضت الظرف وقرأت ما في الكتاب وضحكت. لقد كنت أنتظر فرجاً أوسع به على نفسي، فإذا بي أطالب بأداء دين مرة ثانية!؟ فماذا أصنع؟ قلت لنفسي - وكان اليوم الخميس - هذا موقف ممتع. وخير ما أصنع هو أن أركب سيارتي وأستصحب بعض الرفاق، ونمضي جميعاً إلى الإسكندرية فنقضي على ساحل البحر أياماً وليالي ننسى فيها سخرية الأقدار وتهكم الأيام. . .

وقد كان. قمنا إلى الإسكندرية قبل الغروب بساعة، فلقينا في رحلتنا ما هو أعجب وأغرب مما سأقصه على القراء في المقال التالي

إبراهيم عبد القادر المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>