من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
فقال: أنت يا أبا معاذ، جعلني الله فداءك! قال: فمن الذي يقول:
من راقب الناس مات غمَّا ... وفاز باللذة الجسور
قال: خريجك يقول ذلك. قال: أفتأخذ معانيّ التي قد عنيت بها وتعبت في استنباطها فتكسوها ألفاظاً أخف من ألفاظي حتى يروى ما تقول ويذهب شعري؟ لا أرضى عنك أبداً. فما زال يتضرع إليه ويشفع له القوم حتى رضي عنه)
ولقد تجرأت فذكرت قول الأستاذ الرافعي (رحمه الله): (إن سجعة الزمخشري التي. . .) أجل أن أبين أن الكبير قد يحل على شئ غضبه في بعض الأحايين فيقول. والشاهد في (الأساس) هو (وحظي بالمال) والسجعة إنما هي مثال
وإني لموقن حق موقن أن ليس في هذا العصر من يسبق الأستاذ الرافعي في إجلال إمام الأئمة وعرفان مقداره
وإذا استنزل بعض سجعات في (الأساس) مستنزل ففي (الكشاف) ما (تنقطع عليه أعناق العتاق السبّق، وتني عنه خطا الجياد القرح) وثغث عنده أقول بليغة، قائلوها بلغاء من الطراز الأول
أجاب الأستاذ أزهري المنصورة في (البلاغ ٢٦ شوال ١٣٥٢) الأستاذ الرافعي (رحمه الله) وعنوان الجواب (أئمة اللغة، حظي بالشئ، الشيخ إبراهيم اليازجي) ومما قال:
(١ - أوردنا بيت (الحماسة) وفيه أن (يحظى بحاجته)، وقد شرح هذا الديوان أئمة كثيرون، وجمع الإمام التبريزي شروحهم، ولم يعترض على قائل ذلك البيت معترض
٢ - وجئنا بكلام (الأساس) والزمخشري هو صاحب الكشاف عن حقائق التنزيل
٣ - وجاء في (نهج البلاغة): (وحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون، وأخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبرون)
وقد فسر العلامة (ابن أبي الحديد) العهد الذي فيه هذه اللفظة ولم ينقدها، وشارح النهج من أئمة العلم والأدب
وإذا قيل: هو النهج، وقد قالوا فيه ما قالوه - قلنا: حال (النهج) كخال الأقوال لوفود العرب على كسرى ووفود قريش على سيف بن ذي يزن وأمثالها، وقد اطمأنت الأئمة إلى عربيتها