والنهج معظمه ظهر حين افتعال تلك الأقوال. والقرن الثاني والثالث أوله ومنتصفه أقرب إلى العربية الأولى من آخره ومن جميع الرابع. وقد أملى ابن دريد في زمانه (ووفاته سنة ٣٢١) تلك الروايات والأساطير، وأصبحت لغتها في كتاب (الأمالي) حجة المحتج
٤ - وجاء في المقامات لابن الحريري (وهو من أئمة اللغة) في المقامة الأربعين: (نهضا وقد حظيا بدينارين) وللعلامة ابن الخشاب البغدادي رسالة في تخطئة الحريري، وقد غلطه في ألفاظ كثيرة في مقاماته ولم يخطئه في (حظيا بدينارين)
قد يكون هذا الفعل (حظي بكذا) نشأ في الزمن الإسلامي أو الأموي نشوء ألوف مثله لا قبل ذلك، لكن هذا لا يضير، وقد نجمت ألفاظ في القرن الخامس في (الجزيرة) ولما جاء الإمام الزمخشري وسمعها استجادها وأودعها كتبه
كيف كانت الحال لو لم يجئ الإسلامي والمولد والمعرب؟ وهل كانت ألفاظ (الجزيرة) في الجاهلية تجزئ في تلك المدينة الزاخرة؟)
قلت: أشار الأستاذ (أزهري المنصورة) إلى ناشئات القرن الخامس أو (نواشئه) وإيداع الزمخشري بعضها كتبه. وهذه نتفة منها في (أساسه):
(أهل الحجاز يسمون الزرع والطعام (عيشاً)
سماعي من فتيات مكة: الصوفية (اللوفية): لاف الطعام لوفاً وهو اللوك والمضغ الشديد
سمعتهم يقولون في كل شئ لا يحسن الإنسان عمله: قد (محقه)!
اكتريت من إعرابي فقال لي أعطني من (سطاتهن) أراد من خيار الدنانير
سمعت خادماً من اليمامة يقول - وقد وكف السق -: يا سيدي هل (أهب) عليه التراب بمعنى هل أجعله عليه، وهو من الهبة لأن معنى وهب له الشيء جعله له
رأيت العرب يسمون الكزبرة (الدقة) وسمعت باعة مكة ينادون عليها بهذا الاسم
سمعت بمكة من يقول لحامل الجُوالق (استشق به) أي حرفه على أحد شقيه حتى ينفذ الباب
سمعت بعضهم يقول: (عكشتك) بمعنى سبقتك من قوله (عليه السلام): (سبقك إليها عُكّاشة (وهو عكاشة بن محسن الأنصاري)
ومما أورده الإمام الزمخشري في (كشافه): (مما طنَّ على أذني من ملح العرب أنهم يسمون مركباً من مراكبهم بالشُّقْدف وهو مركب خفيف ليس في ثقل محامل العراق، فقلت في