للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

متحققتين

والزلات التي سقط بها الكاتب وجانب فيها الصدق يصح تقسيمها إلى قسمين: قسم يتعلق بتحريف ما كتب إخوان الرافعي عن الرافعي، وقسم يتعلق بما كتب الرافعي عن نفسه، وهو أهم الاثنين

ونحن إذ نتعرض لتحريف الكاتب بعض ما قال الأستاذان سعيد العريان ومحمود شاكر لا نريد بذلك أن ننصفهما، فهما قادران على الانتصاف حين يريدان، ولكن نريد أن ننصف الرافعي الذي استعان الكاتب على الإساءة إليه بتحريفه قول صديقيه، متخذاً من قولهما المحرف شاهداً عليه

وأول ما يلقي الناقد من هذا النوع من سقطات ذلك الكاتب تزُّيده فيما قال العريان في موضعين على الأقل في مقاله الأول: أولهما يتعلق برغبة الرافعي عن شراء (وحي الأربعين) وهي نقطة تافهة لولا أن صاحبنا المحلل النفسي مولع باستخراج الخطير من التافه. وثانيهما يتعلق بالبواعث التي دعت الرافعي لنقد (وحي الأربعين)

وقد قدم الكاتب بين يدي ما اقترف قوله: (إنما يعنيني اليوم ما كتبه الأستاذ سعيد العريان! ففيما كتبه وهو أخص أصدقاء الرافعي مصداق لكثير مما تخيلته فيه). ثم انتقل إلى تفصيل ما أجمل في هذه العبارة فقال:

(في إباء الرافعي أن يشتري كتاب وحي الأربعين مع حاجته لنقده ما يشير إلى ضيق الأفق النفسي الذي كان يعيش فيه، وتصوير للون من الحقد الصغير قلما يعيش في) نفس (رحبة الجوانب الخ)

فأنت ترى كيف أجدت مطالعاته في مباحث علم النفس الحديثة هذه المقدرة على استنتاج الخطير من التافه. وسنسلم له أن كل ما استنتج من ضيق الأفق النفسي والحقد الصغير أو الكبير ينتج من إباء الرافعي شراء كتاب وحي الأربعين مع حاجته لنقده. سنسلم له تلك النتيجة من هذه المقدمة! لكن بقى أن نثبت المقدمة حتى تصح النتيجة وإلا كان هذا الرجل يفتري على الناس مرتين: يفتري الشتم ويفتري الأسباب إليه. وقد اعتمد كما ترى في ثبوت هذه المقدمة على ما كتب أخص أصدقاء الرافعي، سعيد العريان. فإذا صح هذا فله بعد ذلك أن يستنتج منها ما شاء طبق وحي قراءته الحديثة في علم النفس. وواضح أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>