ط - ولا يرغب الرجل العادل أبداً في ارتكاب ظلامة ما؟!
ج - هذه نتيجة محتومة!
ط - ويجب بالأحرى أن يكون الخطيب بعد كل ما قيل رجلاً عادلاً؟!
ج - نعم
ط - وإذاً فلن يرغب الخطيب في ارتكاب ظلامة ما؟!
ج - يلوح أن لا
ط - وهل تذكر أنك قلت منذ قليل إنه لا يجوز أن نقف في وجه مدرب الألعاب وننفيه من المدينة لأن أحد المصارعين أساء استعمال الملاكمة وارتكب بها عملاً ظالماً، وإنه - لنفس السبب أيضاً - إذا أساء أحد الخطباء استعمال البيان يجب ألا نُرجع الخطأ لأستاذه وننفيه من المملكة، بل يجب أن نلقي المسئولية على الفاعل الذي لم يستعمل البيان كما ينبغي؟ أقلت هذا أم لم تقله؟؟
ج - قلتُه
ط - وهل ترى هذا الخطيب نفسه عاجزاً عن ارتكاب ظلامة ما أو سوف لا نراه؟
ج - سنراه!
ط - وقد قررنا من المبدأ يا جورجياس أن موضوع البيان هو الكلام الذي يعالج العدل والظلم لا الزوج والفرد، أليس هذا حقاً؟
ج - بلى
ط - عندما تكلمت بهذا النحو ظننت أن البيان لا يستطيع أن يكون أبداً شيئاً ظالماً لأن كلامه يدور دائماً حول العدالة. ولكن عندما سمعت بعد قليل أن الخطيب يستطيع أن يستخدم البيان استخداماً ظالماً عجبت واعتقدت أن قوليك متناقضان. وهذا ما جعلني أقول إنك إذا كنت ترى معي أن المعارضة خير فأننا نستطيع أن نواصل المناقشة، وإلا فلنتركها حيث وقفنا؛ فلما أن درسنا الموضوع فيما بعد رأيت بنفسك أننا قد اتفقنا على أن الخطيب لا يستطيع أن يستخدم البيان استخداماً ظالماً ولا أن يرغب بنفسه في ارتكاب ظلامة ما