الحكومة المغربية. بعد إتحافكم درر التحيات السنية، وغرر التسليمات البهية، أعرض أن كثيراً ما يجول في عقولنا ويخطر ببالنا الترامي إلى أعتابكم الشريفة سائلين منها حل مسائل يكون الناس فيها ما بين كفر وضلال، وكثر فيها القيل والقال، حتى افترق الناس فريقين في أكثر البلاد خصوصاً في بلادنا الألبانية وأشقودرة، إلا أن الشواغل التي كثرت لديك من المسائل العلمية التي توجه إليك من جميع الأطراف قد منعتنا من السؤال عنها، لكن عندما اشتد الخلاف فيها الآن بحيث صار لا يمكن أن يدفعه أحد غيرك في اعتقادنا ما وجدنا مناصاً من أن نطلب ونرجو من فضيلتكم أن تضع هذه المسائل في مقدمة المسائل التي تعني بها عناية كبيرة لما لها من شأن عظيم وهي:
مسألة البرنيطة أو القبعة
كان ملك ألبانيا قد أصدر أمراً لكل رجل موظف له مرتب شهري أن يلبس البرنيطة وإلا يعزل عن الوظيفة والمأمورية؛ فهل يجوز لذاك المأمور الموظف أن يلبس البرنيطة تبعاً لأمر الملك أو يترك الوظيفة والمعاش ويقبل العزل؟ وكذلك قرر مجلس وزراء ألبانيا أن يلبسن البرنيطة جميع الصبيان الذين يداومون بالتحصيل في المدارس والمكاتب، فهل يجوز أيضاً لآباء وأولياء هؤلاء الصبيان أن يلبسوا البرنيطة الصبيان أم يقبلوا طردهم وإخراجهم من المدرسة ويتركوهم بدون تحصيل ولا تعليم خصوصاً في هذا الزمان؟ يعني هل يعد التحصيل والمعاش ضرورة للبس البرنيطة أم لا؟ وغير الموظفين والمأمورين من العوام قد تركهم الملك مخيرين إن شاءوا لبسوا لباس القوم الأرناءودي مع الطربوش الأبيض كما هي عادة أهالي أشقودرة وألبانيا. هؤلاء الذين تركهم الملك مخيرين هل يباح أو يكره أو يحرم عليهم لبس البرنيطة أو يكفر لابسها إن لبسها بالاختيار. ثم إن القلنسوة التي ذكرها الفقهاء في الكتب الفقهية بقولهم: من وضع قلنسوة المجوس على رأسه قيل يكفر وهو الصحيح، وقيل لا يكفر. ما المراد بهذه القلنسوة؟ أهي التي جعلوها علامة على خدمة دينية أو الدخول في الدين كطيلسان اليهود وجبة القسيس وما يلبسه صبيان النصارى وبناتهم حين الدخول في التكليف الديني، أم تشمل كذلك القلنسوة التي لم يقصد منها الدلالة على الدين، وإنما هي لباس أمة صادف أن كان كلها أو معظمها غير مسلمين بحيث يلبسها النصراني واليهودي ومن كان يولد من تلك الأمة، بها وكذا يلبسها المسلمون في هذا