وأعلام الأساتذة الذين يشغلون كراسيها، والروح الجديدة التي أشاعتها في أساليب البحث والدرس، قد أصبحت أداة صالحة لنشر الثقافة العليا، وهيئة كاملة التكوين من الهيئات المماثلة في البلدان الراقية
على أننا نطمع في أن تسير جامعتنا خطوات واسعة إلى الأمام من حيث رفع مستوى التعليم، وبث روح البحث والتنقيب في صدور الأساتذة والطلبة رغبة في العلم من أجل العلم، حتى تصبح في القريب من الزمن منارة علم وعرفان يشع نورها في أنحاء هذا الشرق فيقصدها طلابه من كل صوب للاستزادة من التثقيف، كما يقصدون الجامعات المعروفة في أوروبا وأمريكا، وكما يقصدون الجامعة الأزهرية للاستزادة من العلوم الدينية، ولا شك في أن النهوض بهاتين الجامعتين لمن أهم العوامل الكفيلة بالاحتفاظ للمملكة المصرية بزعامتها الأدبية والفكرية، بل والسياسة أيضاً بين دول الشرق، فتستعيد سالف مجدها وعزها
وليس بنا من حاجة إلا الإضافة في هذا الموضوع، فان كمبردج وأكسفورد في إنجلترا، والسوربون والكوليج دي فرانس في فرنسا، من أهم دعائم عظمة هاتين الأمتين. ويقال مثل هذا في سائر الجامعات في سائر البلدان. ولعلنا قائلون قريباً مثل هذا القول عن جامعتنا المصرية بالنسبة إلى مصر
المجمع اللغوي وتبسيط قواعد النحو
ذكرنا من قبل أن وزارة المعارف ألفت لجنة من أساتذة الجامعة ودار العلوم ومفتشي اللغة العربية بالوزارة، وأن هذه اللجنة أتمت مهمتها وهي وضع قواعد لتبسيط اللغة العربية وتدريسها لطلبة المدارس
وقد تلقت رئاسة المجمع الملكي للغة العربية كتاباً من وزارة المعارف تطلب فيه من المجمع درس المقترحات التي وضعتها اللجنة خاصة بتبسيط القواعد وموافاتها بملاحظات المجمع على هذه المقترحات. وأرفقت الوزارة بكتابها صورة من قرار اللجنة
وقد أرسلت إدارة المجمع كتاباً خاصاً إلى جميع الأعضاء تبلغهم فيه كتاب الوزارة وصورة مقترحات اللجنة وتطلب إلى كل منهم دراستها وإبلاغ إدارة المجمع ملاحظاته عنها
وقد تلقت الإدارة بعض ردود من الأساتذة الأعضاء تضمنت طائفة من هذه الملاحظات،