كبار لهم وأصدقاء نافعون ولم أكتف بهذا بل ألغيت (الجرس) الذي يدق إيذاناً بابتداء الدرس أو انتهائه لأني لم أر حاجة إليه بعد أصبح التلاميذ يحرصون على الحضور والمواظبة من تلقاء أنفسهم وبدافع حبهم للمدرسة ورغبتهم في الوجود بها مع إخوانهم المدرسين حتى لقد كان الواحد منهم يمرض فيحضر، وبهذا استغنيت أيضاً عن الدفاتر الكثيرة التي تستعمل في المدارس والتي تحتاج إلى موظفين كثيرين لا داعي لهم. وقد كنت أحب أن أظل في هذه المدرسة لأرى نتيجة التجربة، ولكن الحركة الوطنية بدأت في صيف ذلك العام وجرفنا جميعاً تيارها الزاخر فهجرت التعليم إلى الصحافة. ولو عدت إليه الآن لكان من المحقق أن أخفق فقد اختلف الحال جداً وانقلبت الأوضاع.