وفي منقول الأستاذ الرافعي رحمه الله شيء نفوّض البحث عنه إلى الكاتب المشهور الدكتور طه حسين ليفيض فيه حتى يطرفه محمد نور ثانٍ أخاً لذاك (القرار). . .
وقد عرف الشيخ اليازجي فضل الأستاذ الرافعي في مبتدأ أمره، وأطراه في مجلته، وقرظ الجزء الأول والجزء الثاني من ديوانه، وروى طائفة منهما في التقريظين، ونقد أبياتاً في الأول منها هذا البيت:
أرى ذا الليل قد خفقت حشاه ... وبيض عينه نزف الدموع
قال: (فأنث الحشا وهو مذكر)
قلت: الحشا مذكر، وقد جاء في (رسائل الجاحظ) التي انتقاها من كتبه الأديب الأستاذ حسن السندوبي: (فأنا بين حشا خافقة ودمعة مهراقة) فهل كان الأصل: (فأنا بين حشا خافق ودمع مهراق) ثم جاءت هذه البركات، هذه التاءات من عند الناسخين أو الطابعين أو المنتقين. . .؟
وفي (أقرب الموارد) للشرتوني: (وهو (أي الحشا) يؤنث كقوله:
لا تعذل المشتاق في أشواقه ... حتى تكون حشاك في أحشائه
والبيت للمتنبي، والرواية في (ديوانه) يكون - بالياء - لا تكون - بالتاء -. وممن أنث الحشا ابن الفارض وابن نباتة المصري وقد نقدهما اليازجي
ومن نقد اليازجي العروضي لأبيات للرافعي:
أنا لم يبق بين جنبيّ إلا ... كبد من لوعة الشوق حرىّ
في عجزه نقص خفيف بين كبد ولوعة
صدّت فكان كلامها نزرا ... وغدت تضن بذلك النزر
جاء بالعروض الحذاء مضمرة والإضمار مع الحذذ لا يقع إلا في الضرب)
وقد ذكّرنا نقد اليازجيَّ الرافعيَّ بنقده (شوقيَّاً) في مثل ذلك:
ما نحن قلنا فالحب قائله=وما فعلنا فللهوى الفعل
وإن نقلنا لبقعة قدما ... فللهوى لا البقعة النقل
البيت الثاني مختلف الوزن من بحرين، لأن الشطر الأول من (المنسرح) وهو بحر سائر القصيدة والثاني من ثالث السريع: