لحظوته عند الأمير ومن هذا قول أبي نُوَاس:
ومالكَ غير ما قدّمت زاد ... إذا جعلت إلى اللهوات ترقى
وما أحد بزاد منك أحظى ... ولا أحد بذنب منك أشقى
قوله فما أحد بزاد منك أحظى أي لا يكون أحد أحظى بواسطة هذا الزاد منك كما لا يكون أشقى بذنبك منك، وعبر بلفظ التفضيل وهو غير مراد، والمعنى لا يسعد أحد بالزاد الذي تقدمه سواك كما أنه كما أنه لا يشقى أحد بالذنب الذي تقترفه سواك. ومثل قول محمد بن بشير قول الصفيّ الحلّي:
من لي بقربك والمزار عزيز ... طوبى لمن يحظى به ويفوز
وقول ابن التعاويذي:
لم أحظ منها بسوى نظرة ... خالستها من جانب الخدر وهو استعمال عامي)
قلت: بيت أبي نواس روايته الصحيحة هي:
وما أحد بزادك منك أحظى ... وما أحد بذنبك منك أشقى
وهي رواية (الديوان) ورواية المبَّرد في (الكامل) ومن قبيلة بيت الفرزدق وهو في (النقائض) وفي (ديوانه):
فأدركها وازداد مجداً ورفعة ... وخيراً، وأحظى الناس بالخير فاعله
وبيت الحَكميّ (أبي نؤاس) لا يفتقر إلى مفسر أو ترجمان ولا إلى هذا الذي خطة الكاتب (اليازجي)، ومن عجائب الزمان أن مخطئ العربي الأول يستعمل في أثناء تخطئته قول المتأخر فيقول (بواسطة هذا الزاد) والواسطة في العربية معروفة
هذه طائفة من الأقوال العربية والإسلامية والمولدة قد جاء فيها حظي بالشيء بمعنى ظفر به، ولم أورد معها ما ذكره الأستاذ أزهري المنصورة. والقائلون من المولدين كلهم أئمة:
في (سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) لابن هشام في قصيدة لحذيف بن غانم:
وخيرهم أصلا وفرعاً ومعدناً ... وأحظاهم بالمكرمات وبالذكر
في (كتب الحماسة) للبحتري في مقطوعة لعمر بن مالك:
موارده فيها الردى وحياضه ... وإن أترِعت لم يحظ بالري شاربه
وفي (أمالي القالي) من قصيدة للشنّي