وامرئ القيس لم يحبب قط امرأة على مثال الجمال، وإن كان قد وصف من النساء شمائل محمودة عند من ينظرون إلى ذلك المثال. ولعله فطن لهذه الشمائل بذوق الحاضرة وذوق الإمارة، لا بذوق الأعراب في عماية الجاهلية. ولو أنه تعمد أن يرسم للأنوثة مثالا موافقاً لمعاني الجمال بمعزل عن المتعة أو الرغبة الجنسية لأعياه المطلب، لتخلف الأوان وندرة الأسباب.
سألني سائل: أولا تكون المرأة إذن جميلة على شرط الفن والرياضة الحديثة إلا أن يكون وزنها قنطاراً أو دون القنطار؟
وجاوبنا الذي نطمئن به الكثيرين على عجل: كلا! قد تكون ووزنها قنطاران، إذا تهيأ لامرأة أن تبلغ من الطول والجسامة ما تزن به القنطارين في غير فضول واسترخاء.
وستتلو هذا المقال (حاشية على التفريع) نتم فيها ما ينبغي إتمامه من هذا البحث الذي لا فضول فيه!