وتضحى فتيت المسك فوق فراشها ... تؤم الضحى لم تنتطق عن تفضل
فهو يستحسن الكسل والتراخي، وكثرة النوم، والترامي بالشحم واللحم وليس ذاك مما يستحسن في رشيقات النساء
وقال امرئ القيس في غير هذه القصيدة:
إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها ... تميل عليه هونة غير مجبال
كحقف النقا يمشي الوليدان فوقه ... بما احتسبا من لين مس وتسهال
وأين هذا من الجسم الذي لا فضول فيه؟
فلو أن (القارئ) الفاضل الذكر هذا وما جرى مجراه من الشعر الذي قاله الشاعر أو نسب إليه لعلم أن صاحبنا في عالم غير عالم التعريف بالجمال المثالي أو المذاهب الفنية فيه، بمعزل عن أهواء الفنانين، ولعلم كذلك لماذا وضعنا كلمة (محبوبات) بين قوسين قبل أن نسمع منه مثل هذا الاعتراض، فأن وصف الرجل لامرأة يحبها ويستمتع بها غير وصف الفنان للجمال الخالص أو لصفاته التي تبلغ مبلغ الكمال، والتي تدركها القرائح معنى من المعاني كمعنى البيت والصورة والنشيد والتمثال.
ومصداق ذلك أن كاتب هذه السطور وصف امرأة محبوبة في رواية سارة:
) هي جميلة لا مراء. ليست أجمل من رأى همام في حياته، ولا أجمل من رأى في أيام فتنته وشغفه، ولكنها جميلة جمالاً لا يختلط بغيره في ملامح النساء. فلو عمدت إلى ترتيب ألف امرأة هي منهن لنظمتهن واحدة بعد واحدة في مراتب الجمال المألوف، ونحّيت سارة عن الصف وحدها. . . فمها فم الطفل الرضيع لولا ثنايا تخجل العقد النضيد في تناسق وانتظام، ولها ذقن كطرف الكمثري الصغيرة، واستدارة وجه، وبضاضة جسم لا تفترقان عن سمات الطفولة في لمحة الناظر؛ وبين وجهها النظير وجسمها الغضير جيد كأنه الحلية الفنية سبكت لتنسجم بينهما وفاقاُ لتمام الحسن من كليهما. . . وتكفل بها مدير معهد من معاهد التجميل الحديث لخفف شيئا من قوامها الرواح بين الربعة والطويل قبل أن يبرزها في معرض الرقص والرشاقة. ولو تكفل بها قهرمان القصر عند كسرى أو عبد الحميد لما ضاره أن يزيد فيها حيث ينقص زميله الحديث قبل أن يزفها إلى الشاهنشاه)
فالمرأة المحبوبة شيء والمرأة الموصوفة على مثال الجمال في معانيه المجردة شيء آخر.