للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أنت ذا هنا لترد زلتي أنا وجورجياس إذا ما أخطأنا في المناقشة لأن هذا هو واجبك. وأقول من ناحيتي أنك إذا وجدتنا غير مصيبين في الاتفاق على هذه النقطة أو تلك فإني مستعد للنزول على هواك إذا لاحظت شيئا واحدا. . .!

ب - أي شيء؟

ط - التقليل من هذا الإسهاب الذي بدأت به يا بولوس!

ب - كيف؟ أليس لي الحق في الكلام بإسهاب كما أشاء؟

ط - ليكونن عار عليك يا بولوس العظيم أن تحضر إلى أثينا - وهي البلد الإغريقي الفريد الذي يسمح للناس بأكبر قسط من حرية القول - فتعرف فيها بهذه الخاصة! ومع كل فضع نفسك موضعي!: ألا يكون من حقي - إذا رأيتك ترسل الكلام الكثير دون أن تجيب على أسئلتي -: أن أرثي لنفسي وأن آسف على عدم السماح لي بالرحيل دون سماعك؟ الحق إذا كان يسرك ما أخذنا فيه من قول بحيث ترغب في تنقيته وتصحيحه، فلتعد توّاً كما قلت إلى أية نقطة تشاء، ولتسائل أو فلتدعنا نسائلك كما فعلت مع جورجياس، بل ولتناقض أو لتتركنا نناقضك!، إنك تدعي بلا ريب أنك تعرف نفس الأشياء التي يعرفها جورجياس!؟ أليس كذلك؟

ب - بلى

ط - وأنت تدعوا مثله الشبان إلى توجيه ما يشاءون من الأسئلة إليك لأنك واثق من قدرتك على إجابتهم؟

ب - بالتأكيد!

ط - حسن! فأختر ألان ما يروقك سائلا أو مجيبا!

ب - هذا ما سأفعل!. أجبني. أي شيء هو البيان في رأيك ما دام قد لاح لك أن جورجياس مرتبك في طبيعة هذا الفن؟

ط - أتسأل عن أي نوع من الفنون هو في نظري؟

ب - بلى!

ط - إذا شئت الحق فأنا لا أعده فنَّا!

ب - وإذاً فماذا تراه؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>