أنشأ هذه المقالة قبيل عيد الأضحى، وكان اشترى خروفين للتضحية أودعهما فوق سطح الدار إلى ميعاد؛ فما نزعه إلى كتابة هذا المقال إلا هذان الخروفان، ثم حاجته إلى أن يقدم إلى ولده نموذجاً في الإنشاء يعينه على بعض واجبه المدرسي
وكان للرافعي رأي فيما تنقل الصحف من أخبار تركيا تفسره مقالة (تاريخ يتكلم)
وقد دعاه إلى إنشاء هذا المقال أخبار تناقلتها الصحف في ذلك الوقت عن أحداث تجري في تركيا، رأى فيها مشابهة من حوادث سبقتها في مصر قبل ذلك بألف سنة في أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي
وفي أحيان كثيرة كانت تثور نفس الرافعي لما يسمع من أخبار تركيا فيهمْ أن يكتب ثم يمنعه من ذلك خشيته أن يكون فيما يكتبه شيء يقفه موقف المسئول عن غلطة تعكر صفاء ما بين الدولتين؛ ثم جاءت مناسبة هذه المقالة فأنشأها وجعل الحديث فيها عن الحاكم بأمر الله وهو يعني رئيس الجمهورية التركية؛ وكانت هذه التعمية وسيلته ليتهرب من التبعة السياسية، ومنها كان الغموض في كثير من معانيه؛ فمن شاء فليعد إلى هذا المقال ليقرأه وقد عرف داعيه، فلعله لا يجد فيه غموضاً من بعد
ومن أجل هذا السبب ولهذا المقصد نفسه كان مقالة (كفر الذبابة) الذي أنشأه على أسلوب كليلة ودمنة بعد ذلك بأشهر.