مدرسة السبعيين (أي القراء بالروايات السبع) الواقعة بازاء مدرسة الأندلس والتي كانت قد درست معالمها وأغلقت منذ مدة ثم هي الآن قيد الإصلاح والترميم.
ومن نبغاء خريجي القرويين في هذه العلوم ميمون الفخار صاحب التحفة والدرة وغيرهما المتوفى سنة ٧١٦ وابن بري صاحب الدرر اللوامع المتوفى سنة ٧٣١ والخراز صاحب مورد الظمآن المتوفى سنة ٨١٨ وسواهم كثير.
وأما علوم اللغة والأدب فقد ظلت الكلية رافعة رايتها منذ انبثاق فجر النهضة العلمية في المغرب على عهد المرابطين إلى يوم الناس هذا. ومر عليها زمن لم يكن ينافسها معهد آخر أيا كان في أداء رسالة الأدب العربي والقيام على حفظ تراثه من الضياع، وذلك حين يقول الشيخ محمد بيرم الخامس في كتابه (صفوة الاعتبار): (لعمري أن صناعة الإنشاء في الدولة باللغة العربية كادت تكون الآن مقصورة على دولة مراكش)
ولقد درج في الكلية من فطاحل علماء اللغة وكبار أهل الأدب ما بقي فخراً لها على مر السنين والأعوام، مثل الشاعر الأديب يحيى بن الزيتوني الذي قهر ابن زيدون في بلاط ابن عباد، والشاعر الباقعة ابن حبوس الفاسي، والعلامة ابن رقية من ذرية المهلب ابن أبي صفرة كان حجة في الأدب وله كتاب في الشعر والأنساب توفى سنة ٦٠٦هـ. والشاعر المشهور أبي العباس الجراوي الذي يعد من مفاخر هذه العدوة، وصاحب كتاب صفوة الأدب وديوان العرب المعروف بالحماسة المغربية الموجود مختصره في مكتبة بالأستانة توفى سنة ٦٠٩ بعد وفاة المنصور الموحدي مخدومه بنحو ١٤ عاماً خلاف قول ابن خلكان أنه توفى في آخر أيامه. والشاعر الفيلسوف أبي العباس الجزنائي الذي كان محفوظه من شعر المحدثين فقط عشرين ألف بيت. توفى سنة ٤٧٩؛ والنحوي أبي عبد الله بن آجروم المشهور المتوفى سنة ٧٢٣؛ والنحوي اللغوي أبي زيد المكودي المتوفى سنة ٨٠٧ والنحوي أبي العباس القدومي المتوفى سنة ٩٩٢، والأديب الشاعر الناثر عبد العزيز القشتالي، مفخرة المغرب في عصره، المتوفى سنة ١٠٣٢؛ والنحوي محمد المرابط الدلائي المتوفى سنة ١٠٨٩؛ والشاعر الأديب أبن زاكور شارح الحماسة والقلائد وصاحب كثير من الكتب الأدبية القيمة المتوفى سنة ١١٢٠؛ والشاعر الرقيق ابن الطيب العلمي صاحب الأنيس المطرب المعروف المتوفى سنة ١١٣٤؛ وإمام أهل اللغة في عصره أبي عبد الله